بلاغ إدانة من منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف

تنهي منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف إلى عموم الهيئات الحقوقية والسياسية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية أنه بعد رصد التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال جولته الأخيرة إلى المنطقة في إطار المهمة المخولة إليه بإيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، تبين أن الأمين العام انحرف عن مسار المهمة الموكول له بتنفيذها، وأبدى تحيزا واضحا لأحد طرفي النزاع، وذلك من خلال ثلاث مبادرات خارجة عن السياق صدرت عن السيد بان كي مون:

أولا: زيارته إلى منطقة معزولة لتثبيت وقف إطلاق النار تحت لواء جبهة البوليساريو

ثانيا: رفعه لشارة النصر لفائدة أحد طرفي النزاع، وهو تصرف مناف للدور الموكول إلى هيئة الأمم المتحدة التي يمنع عليها إبداء التحيز بأي تصرف أو إماءة أو تصريح لفائدة طرف على حساب طرف آخر.

ثالثا: نعته لأحد طرفي النزاع (المغرب) بالمحتل، وهو ما يعتبر منافيا لواقع الأمر بدليل أن منظمة الأمم المتحدة طرف للتوسط في إيجاد تسوية سلمية بين المغرب وجبهة البوليساريو طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأنها أي الأمم المتحدة ليست في مهمة لإنهاء احتلال.

Ad image

وبناء عليه، ومن منطلق انشغال منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف بالأوضاع الإنسانية والحقوقية للصحراويات والصحراويين في تلك المخيمات، فإن موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعتبر دعما صريحا لجبهة البوليساريو التي تعتبرها المنظمة سببا مباشرا في معاناة الصحراويين، منذ ما يزيد عن 40 سنة، من خلال الأعمال التي قامت وماتزال تقوم بها من خطف واحتجاز وتعتيم وإبعاد ونفي واعتقال وقتل.

كما تدعو المنظمة إلى ضرورة التزام الحذر والحيطة حيال ما ينتظر الصحراويين في مخيمات تندوف من تأزيم للأوضاع الإنسانية بهدف استعمالها للدعاية في ضوء الانحياز الخطير للأمين العام للأمم المتحدة لفائدة جبهة البوليساريو.

كما تعيد المنظمة التذكير بالمذكرتين اللتين سبقتا أن وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة عبر مبعوثه الشخصي كريستوفر روس في 29 ماي 2015، و16 يونيو 2015، تنبهه فيها إلى الوضع الخطير الذي يهدد الصحراويات والصحراويين في مخيمات تندوف بسبب التلاعبات التي تطال المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان المخيمات، التي ثبت في تقارير منظمات حكومية وغير حكومية إقليمية ودولية أنها (أي المساعدات الإنسانية) تهرب وتباع في أسواق دول الجوار، فيما يحرم منها المحتجزون في المخيمات، فضلا عن سوء المعاملة التي يتعرضون إليها من طرف جبهة البوليساريو التي تنتهج سياسة التمييز القبلي والعرقي وتوزع المكافآت حسب الولاءات.

وبناء عليه تدين منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف تصرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتحمله مسؤولية موقف الشخصي وما يليه من تبعات سياسية تساهم في تأزيم نزاع الصحراء تدخل المنطقة في أجواء حرب جديدة محتملة مع تنامي شعور اليأس والإحباط لدى الصحراويين في المخيمات وإدامة حالة التشرد التي يعانوها منذ تدخل القوى الإقليمية في قضية الصحراء خاصة ليبيا والجزائر منذ السبعينيات من القرن الماضي.

 

12 مارس 2016

                                                      منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف