حقيقة أن المرء يصدم بالكم الهائل من الأحكام الخاطئة و المسبقة والنظرة السلبية والصورة المضببة التي يحملها كثير من المشارقة عن المغرب خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يسبق لهم زيارته أو الالتقاء بالمغاربة او الحديث معهم ومعرفة مواقفهم وانطباعاتهم…حيث يكفي نقاش بسيط معهم لكي نكتشف حجم المغالطات و الانطباعات السلبية التي يحملها كثير من الإخوة المشارقة خاصة الشباب المثقف عن المغرب والتي ترتكز اغلبها على ثالوث ( الأخلاق/ المخدرات/ التطبيع مع الكيان الصهيوني ) حتى ليخيل إليك أنهم يتحدثون عن شيء أخر غير المغرب …خاصة عندما يتم تضخيم بعض الأحداث والمواقف والقياس عليها وتعميمها باعتبارها قاعدة يمكن البناء عليها في تشكيل صورة قيمية عن المغرب الذي ظل دائما مبهما بعيدا نائيا ومشوبا بكثير من الخرافات في المخيال العربي والمشرقي ومحفوفا بكثير من الكذب و التدليس الذي روجته آلة البروباغندا القومية والعسكريتارية في العهد الناصري .
خلال احد اللقاءات رفقة عدد من الإعلاميين العرب هالني و أصابني الذهول من بعض الانطباعات الساذجة الحبلى بالمغالطات لعدد من الزملاء حول علاقة المغرب بالكيان الصهيوني و انتشار الأمهات العازبات في المغرب والفساد الأخلاقي و انتشار تعاطي وتجارة المخدرات …فتصورت للحظة آن الإخوة يتحدثون عن كولومبيا وليس عن المغرب الذي اعرف وأعيش فيه واعرف أخلاق غالبية أبنائه …ورغم أنني رددت على كل تلك المغالطات ببيان الحقائق في صورتها الإجمالية وتعريفهم بحقيقة الشعب المغربي المتشبث بدينه وهويته وعمقه الحضاري و المناضل والمكافح عن حقوقه وعن القضايا العادلة للأمة الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين وحقيقة المغرب الوطن الذي تعرض لمؤامرة استعمارية شنيعة في تاريخه ولازال يتعرض لها من قبل خصوم وحدته الترابية وما تعرض له أبناء الشعب المغربي بعد ذلك من سياسات ومخططات أرادت إبعاده عن هويته الإسلامية الحضارية و تنميط وعيه وطريقة تفكيره وإفقاره من اجل تركيعه … لكن ومع ذلك فقد عرفت وإبان النقاش مع الزملاء المشارقة الأفاضل من أين يأتي كل هذا الكم الهائل من التضليل والتسطيح الذي أصبح ملازما لصورة المغرب في العالم العربي…انه إعلامنا الفاضح الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا و أذاع بها و إنهم الرجعيون المدافعون عن التسلط و الخنوع و الانبطاح الذين جعلونا مضحكة بين الشعوب والقبائل وما تركوا مفسدة في الأرض إلا وسارعوا لها وألبسوها لباس هذا الوطن المظلوم وإنهم العلمانيون و اليساريون والنخب الفرنكفونية المدافعون عن الانحلال و الفساد الأخلاقي تحت أردية التحرر و الحداثة وغيرها من التفاهات التي جعلت كل من هب ودب يزيد طمعه في نهش أعراضنا بعد آن سلم لهم الرجعيون مفاتيح البلاد تحت مسمى الانفتاح وغيرها من المسميات …ثم بعد ذلك المطبعون الثقافيون و المتسولون على أبواب الكيان الصهيوني الذين جعلوا من أنفسهم أضحوكة أمام الجميع قبل آن يلبسوا الأمر على السذج ممن لا يعرفون الشعب المغربي وبطولاته ومواقفه من القضية الفلسطينية .
هؤلاء الذين ذكرت نسبتهم قليلة في الشعب المغربي لكن للأسف أصواتهم مسيطرة في الإعلام والسياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية وأفعالهم البئيسة يصل صداها إلى الشرق والغرب ويوصم بها الجميع .
نعم توجد في مجتمعنا كثير من المساوئ التي نخجل من ذكرها ولا ننكر آن وجودها في بلادنا يؤرقنا ويقض مضجعنا …لكننا لم نكن أبدا مطبعين معها أو راضين عنها ا و أنها أصبحت جزءا من تعريفنا لواقع بلدنا …ببساطة لأنها لا تمت الينا بصلة ولان أسبابها الجذرية ليست سوى نتاج للقهر والظلم والتمييع الممنهج و التخريب الفكري والاجتماعي الذي يتعرض له الشعب المغربي ويتعرض له المغرب منذ الاستقلال إلى الآن وبسبب تكالب المشرق والمغرب علينا و محاولتهم نهش تاريخنا وجغرافيتنا وسعيهم للسيطرة على اقتصادنا و معاشنا والتحكم في ثرواتنا .
الشعب المغربي الأصيل شعب متمسك بدينه وهويته وحضارته ضاربة في عمق التاريخ أحب من أحب وكره من كره وهو شعب البطولات والمفاخر والأمجاد والدفاع عن الإسلام وسيبقى كذلك أحب من أحب وكره من كره ولن نفرط في ذرة واحدة من كرامتنا ووحدتنا وديننا وقيمنا…فبالرغم من كل المخططات التي استهدفت هويته وقيمه ودينه و استهدفت وعيه وأخلاقه لازال صامدا مثله مثل جبال الأطلس الشامخة في وجه الرياح العاتية التي تأتيه من كل جانب …يظهر ذلك في كل وقت وحين بمواقفه البطولية والرجولية مع قضايا الأمة ويتوجع لأوجاعها ويتألم لآلامها …الشعب المغربي الصامد المناضل لم ولن يكون في أي وقت وزمان شعبا خانعا خاضعا مستسلما للظواهر السلبية و السيئة و مطبعا معها بل هو في صراع يومي معها…صراع متعدد الأوجه متعدد الجبهات (اجتماعي أخلاقي اقتصادي سياسي) تتفاقم فيه التناقضات الاجتماعية و تتكثف فيه الصور النمطية و تتواجه فيه الإرادات والعزائم بين من يريد مجتمعا متجانسا متمسكا بقيمه و مغربا قويا هوياتيا موحدا صلبا سياديا مستقلا بقراره الاقتصادي والسياسي وبين من يريدون مغربا تبعيا مقسما خاضعا تابعا للشرق والغرب يسود فيه التسلط والتحكم واقتصاد الريع و الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي …من لا يعرف المغرب جيدا لا تبهره سوى الصورة السيئة التي يروجها أصحاب الطرح الأخير…لكن الذين يعرفون المغرب وتاريخه ويزورونه ويتعرفون على طبائع أهله الرقيقة وأخلاقهم السمحة وتدينهم و تمسكهم بهويتهم سيفهم بعيدا عن التعميم الذي يقوم به السذج ممن يحبون القياس على الظواهر السيئة وتكريسها .
Contents
حقيقة أن المرء يصدم بالكم الهائل من الأحكام الخاطئة و المسبقة والنظرة السلبية والصورة المضببة التي يحملها كثير من المشارقة عن المغرب خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يسبق لهم زيارته أو الالتقاء بالمغاربة او الحديث معهم ومعرفة مواقفهم وانطباعاتهم…حيث يكفي نقاش بسيط معهم لكي نكتشف حجم المغالطات و الانطباعات السلبية التي يحملها كثير من الإخوة المشارقة خاصة الشباب المثقف عن المغرب والتي ترتكز اغلبها على ثالوث ( الأخلاق/ المخدرات/ التطبيع مع الكيان الصهيوني ) حتى ليخيل إليك أنهم يتحدثون عن شيء أخر غير المغرب …خاصة عندما يتم تضخيم بعض الأحداث والمواقف والقياس عليها وتعميمها باعتبارها قاعدة يمكن البناء عليها في تشكيل صورة قيمية عن المغرب الذي ظل دائما مبهما بعيدا نائيا ومشوبا بكثير من الخرافات في المخيال العربي والمشرقي ومحفوفا بكثير من الكذب و التدليس الذي روجته آلة البروباغندا القومية والعسكريتارية في العهد الناصري .خلال احد اللقاءات رفقة عدد من الإعلاميين العرب هالني و أصابني الذهول من بعض الانطباعات الساذجة الحبلى بالمغالطات لعدد من الزملاء حول علاقة المغرب بالكيان الصهيوني و انتشار الأمهات العازبات في المغرب والفساد الأخلاقي و انتشار تعاطي وتجارة المخدرات …فتصورت للحظة آن الإخوة يتحدثون عن كولومبيا وليس عن المغرب الذي اعرف وأعيش فيه واعرف أخلاق غالبية أبنائه …ورغم أنني رددت على كل تلك المغالطات ببيان الحقائق في صورتها الإجمالية وتعريفهم بحقيقة الشعب المغربي المتشبث بدينه وهويته وعمقه الحضاري و المناضل والمكافح عن حقوقه وعن القضايا العادلة للأمة الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين وحقيقة المغرب الوطن الذي تعرض لمؤامرة استعمارية شنيعة في تاريخه ولازال يتعرض لها من قبل خصوم وحدته الترابية وما تعرض له أبناء الشعب المغربي بعد ذلك من سياسات ومخططات أرادت إبعاده عن هويته الإسلامية الحضارية و تنميط وعيه وطريقة تفكيره وإفقاره من اجل تركيعه … لكن ومع ذلك فقد عرفت وإبان النقاش مع الزملاء المشارقة الأفاضل من أين يأتي كل هذا الكم الهائل من التضليل والتسطيح الذي أصبح ملازما لصورة المغرب في العالم العربي…انه إعلامنا الفاضح الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا و أذاع بها و إنهم الرجعيون المدافعون عن التسلط و الخنوع و الانبطاح الذين جعلونا مضحكة بين الشعوب والقبائل وما تركوا مفسدة في الأرض إلا وسارعوا لها وألبسوها لباس هذا الوطن المظلوم وإنهم العلمانيون و اليساريون والنخب الفرنكفونية المدافعون عن الانحلال و الفساد الأخلاقي تحت أردية التحرر و الحداثة وغيرها من التفاهات التي جعلت كل من هب ودب يزيد طمعه في نهش أعراضنا بعد آن سلم لهم الرجعيون مفاتيح البلاد تحت مسمى الانفتاح وغيرها من المسميات …ثم بعد ذلك المطبعون الثقافيون و المتسولون على أبواب الكيان الصهيوني الذين جعلوا من أنفسهم أضحوكة أمام الجميع قبل آن يلبسوا الأمر على السذج ممن لا يعرفون الشعب المغربي وبطولاته ومواقفه من القضية الفلسطينية .هؤلاء الذين ذكرت نسبتهم قليلة في الشعب المغربي لكن للأسف أصواتهم مسيطرة في الإعلام والسياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية وأفعالهم البئيسة يصل صداها إلى الشرق والغرب ويوصم بها الجميع .نعم توجد في مجتمعنا كثير من المساوئ التي نخجل من ذكرها ولا ننكر آن وجودها في بلادنا يؤرقنا ويقض مضجعنا …لكننا لم نكن أبدا مطبعين معها أو راضين عنها ا و أنها أصبحت جزءا من تعريفنا لواقع بلدنا …ببساطة لأنها لا تمت الينا بصلة ولان أسبابها الجذرية ليست سوى نتاج للقهر والظلم والتمييع الممنهج و التخريب الفكري والاجتماعي الذي يتعرض له الشعب المغربي ويتعرض له المغرب منذ الاستقلال إلى الآن وبسبب تكالب المشرق والمغرب علينا و محاولتهم نهش تاريخنا وجغرافيتنا وسعيهم للسيطرة على اقتصادنا و معاشنا والتحكم في ثرواتنا .الشعب المغربي الأصيل شعب متمسك بدينه وهويته وحضارته ضاربة في عمق التاريخ أحب من أحب وكره من كره وهو شعب البطولات والمفاخر والأمجاد والدفاع عن الإسلام وسيبقى كذلك أحب من أحب وكره من كره ولن نفرط في ذرة واحدة من كرامتنا ووحدتنا وديننا وقيمنا…فبالرغم من كل المخططات التي استهدفت هويته وقيمه ودينه و استهدفت وعيه وأخلاقه لازال صامدا مثله مثل جبال الأطلس الشامخة في وجه الرياح العاتية التي تأتيه من كل جانب …يظهر ذلك في كل وقت وحين بمواقفه البطولية والرجولية مع قضايا الأمة ويتوجع لأوجاعها ويتألم لآلامها …الشعب المغربي الصامد المناضل لم ولن يكون في أي وقت وزمان شعبا خانعا خاضعا مستسلما للظواهر السلبية و السيئة و مطبعا معها بل هو في صراع يومي معها…صراع متعدد الأوجه متعدد الجبهات (اجتماعي أخلاقي اقتصادي سياسي) تتفاقم فيه التناقضات الاجتماعية و تتكثف فيه الصور النمطية و تتواجه فيه الإرادات والعزائم بين من يريد مجتمعا متجانسا متمسكا بقيمه و مغربا قويا هوياتيا موحدا صلبا سياديا مستقلا بقراره الاقتصادي والسياسي وبين من يريدون مغربا تبعيا مقسما خاضعا تابعا للشرق والغرب يسود فيه التسلط والتحكم واقتصاد الريع و الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي …من لا يعرف المغرب جيدا لا تبهره سوى الصورة السيئة التي يروجها أصحاب الطرح الأخير…لكن الذين يعرفون المغرب وتاريخه ويزورونه ويتعرفون على طبائع أهله الرقيقة وأخلاقهم السمحة وتدينهم و تمسكهم بهويتهم سيفهم بعيدا عن التعميم الذي يقوم به السذج ممن يحبون القياس على الظواهر السيئة وتكريسها .