امير المؤمنين محمد السادس يعين سيدي محمد الكبير شيخا للطريقة التيجانية بجميع زواياها

سيدي محمد الكبير حفيد سيدي أحمد التجاني المعين من طرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس أدام الله عزه وملكه آمين.
سلم أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يوم الجمعة 27 فبراير الماضي، بمسجد القرويين بفاس، الظهير الشريف الذي عين به “محمد الكبير بن أحمد التجاني”، حفيد سيدي أحمد التجاني، شيخا للطريقة التجانية بجميع زواياها.
عرف تاريخيا أن السلاطين العلويين كانوا يمنحون ظهائر التوقير والاحترام لبعض الزوايا الصوفية، من بينها الزاوية التجانية، يتسلمها نقيب الشرفاء التجانيين. وكان آخر ظهير حصل عليه شريف تجاني هو لفائدة “سيدي البشير بن سيدي محمد الكبير التجاني”، الذي توفي قبل سنوات، وقد منحه له الملك الحسن الثاني رحمه الله.
ومنذ وفاة هذا الشيخ لم يعط أي ظهير جديد للتجانيين، كما جرت عليه العادة التاريخية منذ عهد السلطان مولاي سليمان، الذي احتضن الشيخ الأكبر للطريقة، “سيدي أحمد التجاني”، وفتح له مدينة فاس، وسمح له بتأسيس زاويته الكبرى بها، التي أصبح يقدر عدد أتباعها اليوم بمئات الملايين متفرقين في كل أنحاء العالم.
وتعيين شيخ جديد للطريقة التجانية سيعطي دعما معنويا لأهل الطريقة لمواصلة مسيرتهم التاريخية في التأطير الديني داخل المغرب، والتواصل مع شريحة واسعة من المريدين خارجه، خاصة في بعض البلدان الإفريقية، مثل السينغال، الذي يعتبر من القلاع الهامة للطريقة التجانية في العالم.
سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد بن سيدي محمد الكبير بن سيدي البشير بن سيدي محمد الحبيب بن الشيخ سيدي مولاي أحمد التجاني الحسني رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
تكوينه: درس في الكتاب القرآني بفاس المحروسة من كل بأس، وذلك منذ حداثة سنه. وبعد الالتحاق بالتعليمين الابتدائي والثانوي، تفرغ بأمر من والده المرحوم سيدي أحمد بن سيدي محمد الكبير التجاني للمعرفة الصوفية والبحث، وبقي عصاميا يعمل على تكوين نفسه بنفسه.
كان شيخ الطريقة سيدي محمد الكبير التجاني ينوب عن والده المذكور في حل مشاكل الزوايا التجانية بجميع أنحاء المملكة، يرافقه في ذلك المقدم المفضل المزياتي، كما كان صلة الوصل بين والده والمقدم العارف بالله الحاج إدريس العراقي رحمه الله.
هذه الحركية أكسبت الشريف سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد التجاني معرفة كبيرة بأمور الزوايا ومشكلاتها والوسائل الناجعة لحلها، بل أكسبته أيضا معرفة جغرافية لهذه الزوايا في جميع أنحاء المملكة العلوية الشريفة.
وبعد وفاة والده بفاس المشمول بعفو الله تعالى سنة 1989م، تفرغ الشريف سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد بن سيدي محمد الكبير بن سيدي البشير بن سيدي محمد الحبيب بن الشيخ سيدي أحمد التجاني لخدمة الزوايا التجانية بجميع أنحاء المعمور وذلك على النحو التالي:
وطنيا: يسافر الشريف سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد التجاني عبر أنحاء المملكة تقريبا طوال الشهر ولا يحل بإقامته بمراكش إلا لأيام قلائل يتفقد فيها حالة الزوايا، يوجه مقدميها وينشر التعاليم القمينة بتجذير مبادئ الصوفية الحقيقية بين مريديها.
دوليا: ليس هناك مقدم للطريقة التجانية أو العارفين بالله الكبار في إفريقيا تقريبا بكل دولها وقبائلها إلا وزارها الشريف سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد التجاني وترك أثرا ظاهرا فيها بحضوره الوازن الفعلي والمستمر خلال كل سنة لتفقد أحوال أهلها ومقدميها وفقرائها، ليس إفريقيا فحسب، وإنما في مناطق عديدة من العالم. ففي كل سنة يتجه الشريف في رحلة طويلة نحو فرنسا، حيث يجوب جميع المدن التي تحضن فقراء هذه الزاوية المجيدة، ثم ينطلق صوب بلجيكا، هولندا، إسبانيا وغيرها، من الدول الأوروبية ومما يزيده فخرا أنه يزور فقراء الزوايا التجانية بأمريكا، حيث تتواجد نسبة كبيرة منهم من تلامذة العارف بالله إبراهيم نياس الكولخي.
لهذه الزيارات للمريدين من طرف الشريف سيدي محمد الكبير بن سيدي أحمد التجاني أثر كبير وإيجابي على نفسية المريدين الذين يتوقون لرؤية أحد أحفاد الشيخ سيدي أحمد التجاني لأنهم يحسون حينئذ بأنهم على اتصال مباشر بالشيخ رضي الله عنه من خلال حفيده.