يكتبها : حسن أبوعَقيل
لم يعد للمواطنين المغاربة إلا أمل العبور إلى الضفة الأخرى بعد أن قوبلت كل المطالب بالتجاهل والإستقواء وكأن المغرب خارج القانون والمواثيق الدولية (…) فعندما يعيش المغربي الفقر بكل أشكاله ويموت يوميا ألف مرة بالظلم والجور فحين تعيش النخبة التحكم والنفود والغنى فلا مناص إلا اختيار الطريق السليم ولو كان الإنتحار بدلا من عيشة الذل والهوان .
فماذا تنتظر حكومة كلفت بمهام تدبير الشأن العام من المواطنين ؟ هل تنتظر الصمت والسكون والركوع والخنوع ؟ أم تنتظر كما كان في زمن تاريخ التصفيق والتزويق والتنميق والنفاق ؟
كيف للشعب المغربي وفي هذا القرن الذي تعيش فيه دول العالم ” المواطنة الحقة ” أن يجرد المواطن المغربي من حقوقه وتؤثت ضده قوانين زجرية تحط من مواطنته وكرامته في غياب أبسط الحقوق فلا تعليم ولا صحة ولا سكن ولا شغل فماذا قدمتم من هندسة وتخطيط من أجل خدمة الأمة والبلاد غير الزج بأبناء الوطن وراء القضبان لإسكات صوت الحق والتظلم ولترفعوا تقارير مغلوطة لأعلى سلطة في البلاد حتى يتسنى لكم الحفاظ على مصالحكم من خلال مناصبكم .
إفتحوا لهذا الشعب الأبواب ليكون موقفهم موقفا عمليا داخل دول الإستقبال فتدبيركم فاشل نظرا لعبتكم بأموال الشعب بأموال دافعي الضرائب ومن الدول المانحة ومن الديون وقروض المؤسسات المالية فأين المشاريع ؟ وأين العمل ؟ وأين السكن ؟ وأين النسل الصاعد من التعليم ؟ ويبقى السؤال ما قيمة الأخلاق ؟
هل الحكومة الحالية وما قبلها أتت لتنتقم من المواطنين لأنهم ساندوا الربيع المغربي ” الإستثناء ” وكشفوا عن مواطن الفساد وشهروا بالمفسدين ؟ هل لأن المواطن رفع من سقف الإحتجاجات وجعلها مدوية في كل أنحاء الوطن ليس إلا ليبلغ السلطة العليا أن الحكومة فاشلة والشعب يعيش الفقر ؟
هل لكون المغاربة شعروا بأنهم وحدة لا تتجزأ وأن قوتهم في اتحادهم وانسجامهم فمارسوا واجب ” المقاطعة ” للكشف عن أعداء الطبقة الشعبية ؟
الوضع كارثي والتصفيق في هذا الوقت نفاق وكل وسائل الترفيه تخدير من مهرجانات غنائية ومهرجانات سنمائية وكرة وأي إشعاع فهو باطل اليوم مادام المواطن يموت حيا ويدفن حيا .
المواطن اختار ليس طواعية بل مكرها أمام الجمود والشلل الإقتصادي والإجتماعي أن يرحل إلى الضفة الأخرى باحثا عن مستقبله عن لقمة العيش بعيدا عن أي معركة داخلية أو أي إجرام سواء كان صغيرا أو كبيرا , اختار قوارب الموت كرهان وهو على علم بأن الحظوظ قليلة في الوصول بطريقة سرية ففضل الموت على أن يعيش مسلسل الذل والإهانة والعار لكن ألا يموت برصاص عساكر بلده , مهاجرون عزل من السلاح مما جعل العالم يهتز, شخصيات سياسية دولية اعتبروا الأمر كارثة بكل المقاييس
فأمطرت تدوينات من المثقفين والمفكرين وتغريدة احتجاجية من الأمير مولاي هشام التي لاقت دعما واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي .
الرصاص لا يطلق إلا أمام الرصاص , ومن مات كان بجيبه خبز حافي وقشرة رغيف محروق فقتلتم الأحلام ليصبح الأمل الممنوع .
حسن أبوعَقيل – صحفي