صراع عظيم .
عندما يأتي ملحد ليناقش القرآن ، ويطرح السؤال هل القرآن كلام الله ؟ فجوابي يكون ردا على من سمح للملحد التحدث للمسلمين عن دينهم القائم في الدنيا لما يزيد عن 1400 عام ، من خلال رسول الله وصحابته وأئمة المسلمين وتابعي التابعين .
فماذا سيقول الملحد للمسلم ؟ وما هي القيمة المضافة للنقاش والمنظر ملحدا ؟ فالملحد ملم بنظرياته ومتشبع بأفكاره ، ومن لا يؤمن بالله طبعا لن يؤمن بكتابه المنزل على نبيه المختار، بل سيتجاهل في كل مواقفه الرسل والأنبياء والصحابة والأئمة الأجلاء ، بل سيدفع بما يحمل من إلحاد إلى زعزعة الأمن الروحي للمسلمين وخلق الفتنة ، ثم التشكيك في السنة النبوية ، اللفيف المقرون بكتاب الله .
إن فتح المجال إعلاميا أو من خلال التواصل الإجتماعي للملاحدة بأن يناقشوا القرآن بشموليته ويشرحونه خارج أئمة التفسير ، ويؤولونه بروح الدهريين ويخاطبون بذلك المسلمين فالنتيجة فتنة
لهذا فالأسبقية للعلماء والدعاة والوعاض ، هم أكفاء لتزويد المسلمين بالعلوم الدينية ، هم الأجدربتفسير قول الله عزوجل إحتسابا لشروح المفسرين الكبار ولأئمة الحديث ، فالإسلام دُوِّنَ بعد جهد جهيد وقول رسول الله الكريم ” ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً ”
فسبحان الله ،إعلامنا فُتح في وجه بعض المرتدين عن الإسلام ونالوا منا بقولهم ، فهؤلاء يخوضون في الإسلام نقاشا دون علم ،ويتركون المسيحية والكتاب المقدس بعيدا عن الموائد الحوارية وإذا تحدثوا فيه ، تكلموا بالتعظيم والتقديس ، فحين يرمون العلماء والفقهاء المسلمين بالتخلف وعدم الإبداع والتجديد .بل أكثر من ذلك يظهرون نصوص الحديث بالعقيمة والجوفاء والتناقض ، وأنها افتراء على النبي صل الله عليه وسلم .
إن ظاهرة المرتدين والعلمانيين الملحدين تخدم أجندة واحدة ولو اختلفت سبلهم ، يبقى هدفها ضرب الإسلام والمسلمين وحذف تاريخ سيرة رسول الله نيلا من النسل الصاعد الذي أرادوا له الجهل بخاتم الرسل وصحابته الأبرار والسلف الصالح ، محاولاتهم لتجريح التاريخ الإسلامي وإعادة كتابته بالقلم الأحمر شعارا للهمجية والسيف والدم .
فما نشاهده اليوم من منصات الحوار أو ما يسمى بالمناظرات بين ملحد ومسلم أو بين مسيحي ومسلم أو بين مرتد ومسلم ، ويقود إعدادها وتقديمها فريق ينتمي إلى قنوات غير مسلمة ، طلاء باسم الحوار والتسامح والإنفتاح ، ومقارعة شيوخ الإسلام كما يقال بالحجة أمام الحجة والفكر أمام الفكر ليبقى الهدف إحراج الفقهاء أمام الرأي العام .
كيف يسمح الشيخ او العالم المسلم أن يجالس هؤلاء في بيتهم ، وهو يعلم جيدا بأن الهدف من هذه المناظرات هو تلبيس المسلمين بإبليس ، وجعلهم في حرج من أن القرآن ليس من عند الله بل كتبه أحد البشر ، وأن السنة مزايدات وكُتَّابُها جهلاء .
إن تكريس منظومة القيم الإسلامية ، تستوجب علماء مسلمين أهل الدار من حاملي فقه الحديث والتفسير ، لا النقاش الذي يخرج المسلم من دينه فانظروا إلى وسائل التواصل الإجتماعي ، وكم تصرف بعض الكنائس من أموال لمحاربة الإسلام من خلال برامج التنظير التي يحضرها فقهاء الإسلام مع كامل الأسف لتظهر مظهر البطولة في التسامح والتصالح والعفو … وتسجل الصراع الدموي فيما بين الصاحبة وفيما بين الخلفاء والتابعين .
فلماذا نعطيهم فرصة الحضور معهم في موائد لا تقدم إلا أطباقا مسمومة ؟ ولماذا النقاش أساسا في وقت نرى فيه ضياع الجيل الجيد ببرامج الحداثة التي تفتح أبواب الزيغ إلى طريق الشيطان بدلا من سيرة نبي عظيم .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل