المغرب متحكم في تطور المرض

خيوط تماس :

حسن أبوعقيل / امريكا
عنوان هذه المقالة هو كلمة على لسان رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني خلال الحوار الذي كان مباشرا مع بعض الصحافيين لتعميم الفائدة ووضع المواطن أمام حقيقة الوباء داخل المغرب  , فهل فعلا المغرب متحكم في تطور المرض كما صرح السيد العثماني  ؟ وهل الآليات متوفرة على أرض الواقع كألية وقائية تخفف من انتشار الفيروس ؟ وماهي الرسالة التي أراد رئيس الحكومة تبليغها للرأي العام الوطني .
المغرب يعيش أزمة على غرار باقي الدول التي أصابها ” فيروس كورونا ” بمعنى أن الوضع لايبشر بالخير وعليه أن تتجند الدولة لحماية مواطنيها من الإصابة وأن تجعل أرواح مواطنيها فوق أي اعتبارات بتوفير ما يلزم من ميزانية خاصة توفي بالغرض وأن تفرض وجودها داخل منظمة الصحة العالمية والإستفاذة من الدعم الدوائي والتلقيحات اللازمة  على غرار باقي الدول التي تحترم شعوبها وتناضل من أجل حياة مواطنيها وحقهم في العيش .
الحوار لم يكن في مستوى ما كنا ننتظره , أجوبة رئيس الحكومة كانت غير مقنعة قطعا ولم تكن شافية  أمام هول الوباء وتخوف المواطن من القادم خاصة الوضع الصحي مخيف جدا للنقص الحاصل في المستشفيات والخصاص الكبير في التجهيزات إلى جانب  حضور عامل المحسوبية والزبونية وبطاقات الزيارة  التي اعتادنا عليها في الأيام العادية فما بالكم وفيروس كورونا .
أجوبة رئيس الحكومة لم تخص المواطن كبشر بل ثلثي حديث السيد العثماني همت الإقتصاد والسياسة والنقابات والإتحاد العام للمقاولات بمعنى الهاجس يرتكز على رجال الأعمال ومشاريعهم واستثماراتهم  في الوقت الذي تتحدث دول العالم عن تخوفها من تزايد الإصابات والموتى وتفتح المجال للمختبرات لتسريع الكشف عن اللقاحات الضرورية لمحاربة الفيروس حفاظا على سلامة وحياة  المواطنين .
السيد رئيس الحكومة يتحدث عن فيروس كورونا بكل هدوء وكأنه سيبشرنا بعيد وطني , فحين أن المواطن يعيش مخاضا وغليانا ولا يعرف ماذا سيقدم وماذا سيؤخر , والغريب في الأمر أن التعليمات والعديد من القرارات صدرت تحسس بالخطر والمستقبل المجهول كإغلاق الجامعات والثانويات والمدارس وعدم السماح بالتجمعات والمهرجانات والأنشطة الرياضية وبلغ الأمر إلى المساجد  , فحين رئيس الحكومة يؤكد أن المغرب متحكم في تطور المرض علما أن وزارة الصحة تعلن عن إصابات جديدة من حين لآخر مع جميع التحفظات حرصا على عدم ترهيب الشارع المغربي .
وقد تناسى السيد رئيس الحكومة الحديث عن الآلة الوقائية للسجون المغربية , والتداير المزمع إتخاذها في حالة إنتشار العدوى بين المساجين (…) أما عن الإستمرار في الدراسة عن بعد للتلاميذ فكل ما قاله رئيس الحكومة غير مقنع بتاتا ويعتقد أنه يتحدث إلى شعب السويد أو الشعوب التي تقيم القيامة في حالة موت مواطن واحد . صدقني السيد رئيس الحكومة أنه لن تكون هناك أي متابعة للدروس وكما توقف التلاميذ عن الدراسة سيعودون للمدرسة  وكأنهم في عطلة ربيعية أو عطلة صيف .
اللجن التي تحدث عنها لن تقوم بواجبها في أحسن الظروف والأحوال في غياب ميزانية للعمل وتوفير ما يلزم من إمكانيات مادية
وحتى الميزانية التي سترصد للأزمة  لا يعرف السيد العثماني  رقمها الإجمالي ولا غلافها , بل رغم الأزمة واقع معاش الآن فيتحدث  في العموميات وليس له أرقام حقيقية ويطلب من الأمة وضع الثقة  في الحكومة  .
مشكل عويص جدا أن السيد رئيس الحكومة أبدى عدم تجاوبه مع مغاربة الخارج ولم يتحدث عنهم ولو بموجز لطمأنة أهاليهم داخل المغرب ما يؤكد أن الخطابات ليست إلا مهدئات مؤقتة .
وأخيرا أن أتمنى من المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا والأمة المغربية وباقي الشعوب في العالم من أي وباء قاتل فتاك  ويجنبنا الأخطار والأضرار إنه سميع مجيب .
فاصل ونواصل