خيوط تماس :
في المغرب يقول لك المسؤول عليك وأنت صحفي أن تكون محايدا وأن تنقل الخبر فقط .
لست من هذه التربية التي تضع قلمي أخضع لقواعد الإملاء والتنفيد وأسيل مدادي لإرضاء الحكومة وأنقل أخبارها كوسيط بين السلطة التنفيدية والجمهور ولست أتقاضى راتبا من الحكومة حتى أروج لأنشطتها سواء من داخل البرنامج الحكومي أو من خلال بعض المبادرات والقرارات .
فالحكومة لها صحافتها فهناك القطب العمومي وهناك وكالة المغرب العربي وبالتالي هناك الصحافة الناطقة بلسان الأحزاب المكونة للحكومة وهؤلاء من حقهم أن يشتغلوا ناقلي الأخبار ومروجيها .
فمحبرتي خاصة ومدادي حر وقلمي غير موجه لا ماديا ولا معنويا وحريتي تكمن في استقلاليتي لأكتب كما شئت وأن أنتقذ كما شئت مع احترام تام للموضوعية التي تتجلى في ميثاق شرف المهنة .
فمشكلة بعض المسؤولين أنك تصبح عدوا لهم لأنك تنتقذهم ولو بمهنية , لا تطربهم حروف كلماتك ويعتبرونها ظلامية وسوداوية ويتفقون عليك من أجل تكسير قلمك من خلال سلطتهم ونفوذهم وكتابة التقارير المغلوطة عنك , ويحرضون كل الجهات حسب محسوبيتهم وزبونيتهم ومحزوبيتهم لتصبح مشبوها وقلما مشاغبا وقد ينعثوك بالمعارض أو يتهمونك بالإنفصال أو يصنعون ما يصنعون من فخوخ والإيقاع بك وكل هذا لأنك لم تعانق ما يسمونه بالحياد .
أقولها وأنا رافع قلمي لأكتب عنكم من جديد وبدون حياد , سأواصل مساري بنفس المداد وبكل ما تعلمته من تجربة في الميدان ومن تكوين مؤسساتي وأنا بصحبة صحفيين كبار صحفيين مغاربة لم يسقطوا في فخ الركوع وليس لهم الرغبة في ترويج حسابهم البنكي على حساب أمة تعاني .
سنواصل ولو بكلمة في اليوم من أجل صوت الحق من أجل شعب يعيش فوق صفيح ساخن بدلا من اليخث والقطعة وهز الوسط .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل