الكرسي الفارغ … والعضوية بدون شروط

بعد  مرور 32 عاما على انسحاب  المملكة المغربية من  منظمة الوحدة الإفريقية  مباشرة بعد قبول  الدولة الوهمية عضوا  بها ارتأى الملك محمد السادس إعادة النظر في  سياسة الكرسي الفارغ الذي لم يعط  النتائج المتوخاة من داخل الإتحاد  فقرر أخيرا  استرجاع عضويته لملئ الكرسي على غرار باقي الدولة داخل الإتحاد الإفريقي  (…)
فالرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس للقمة الإفريقية المنعقدة بروندا ” ميغالي ”  كانت  بمتابة ملخص جامع  للأسباب التي جعلت من المملكة المغربية الإنسحاب مؤكدا على العلاقات المتواصلة والدائمة والمستمرة مع جميع  أعضاء الإتحاد والتي شملت الجوانب الإقتصادية والدينية والأمنية والسياسية  ورغم الإنسحاب  فالحضور كان قائما  كما يشهد به قادة الدول .
الرسالة الملكية  وما حملته في  سطورها  كانت السبب  في جمع شمل 28 دولة  جادت برفع طلب تعليق عضوية البوليساريو  داخل أنشطة الإتحاد  ويبقى الطلب ضمنيا قوة تصب لصالح المغرب مع العلم أن  الطلب  لا ينسجم مع قانون الإتحاد الذي لايسمح بطرد أو تجميد لأي عضو داخل المنظمة .
إلى حدود الساعة لم يصدر أي بلاغ عن الإتحاد  بخصوص الطلب الذي تقدمت به 28 دولة  , لكن كيفما كان الحال فإصرار المغرب من جديد على شغل الكرسي الفارغ  عنوان واضح جدا يكتسي  الأهمية  السياسية  بالدرجة الأولى لمتابعة عن قرب ما يجري ويدور من داخل الإتحاد بدلا مما كان يدبر في الظلام  ضد المغرب وهو خارج أسوار المنظمة .
فللتذكير فالإتحاد الإفريقي  عندما قبل عضوية الدولة الوهمية  قبل أن يعترف بها المجمع الدولي  كنا نعرف جيدا بأن الدولة الجزائرية لعبت ما لعبته من أجل  تثبيت عضوية الجبهة وبمساعدة ليبيا آن ذاك  التي كانت داعما قويا  لنصرة البوليساريو ضد المغرب  وجهات معادية للملكية في شمال غرب إفريقيا .
فالإتحاد في غالب قراراته كان  يطالب  بتوسع مهام المينورسو ويحث على الإستفثاء وتقرير المصير وكان يدعو المجمع الدولي من خلال معارضته الشديدة ضد استغلال المغرب لثرواته الطبيعية ولوح أكثر من مرة على أن المغرب دولة إستعمار  كما أن البرلمان الإفريقي  تبنى أطروحة إغلاق السفارات المغربية في مجموع دول الإتحاد والبلدان الإفريقية  إلى جانب مساندته للمواقف العدائية للمملكة المغربية خصوصا اللجنة الرابعة  .
عودة المغرب للإتحاد الإفريقي قرار لتدبير المرحلىة الراهنة وإيجاد الحل الناجع لتصفية قضية الصحراء ” المفتعلة ”  والتي طال أمدها  رغم الجهود التي بدلها الملك محمد السادس من أجل الحكم الذاتي والجهوية الموسعة  التي وجدت قبولا لدى الأمم المتحدة  رغم المناورات التي تخدم أجندات الدول المعادية للمملكة المغربية لكن المغرب ملكا وشعبا  متشبتون بمغربية الصحراء والمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ونضال مستمر .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي