خيوط تماس :
بقلم : حسن أبوعقيل
لو تأملنا في عالم الحروب الدائرة في العالم لوجدنا أن المصالح هي التي تقودها بشراسة فدمرت الإنسانية وكرامة الأفراد والمجتمعات والدول , وتجاوزت جميع الشعارات بما فيها حقوق الإنسان والديمقراطية وكل القرارات الأممية لكون ” المصلحة الخاصة ” قوة لا تخضع لأي مبررات ولا لأي قوانين ولا مواثيق بل تعصف بما يسمى ” الفيتو ” تحديا ينهي بالآخرين تحت التراب دون إسقاط أي دمعة حزينة كما هي الخطابات الرسمية التي اعتدنا سماعها على الشاشات الكبرى والمنابر الدولية .
اليوم نعيش آفة غريبة فرخت القذارة والصوت الرخيص حيث يتكالب أهلها على تدمير الآخرين الذين يختلفون معهم في كل شيئ , فأصبح عملهم اليومي ترقب خطوات الآخرين وكأنهم مصالح إدارية وَكَّل لها القانون صلاحية المراقبة والناطق الرسمي باسمها – الإدارة – ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا فحين أنهم يشوهون سمعتهم في كل تعبير يعود بهم إلى البدائية .
إنهم يدمرون أنفسهم بأيديهم بعدما كان من الممكن أن يفطنوا بأنهم عنوان لخارطة الغد وأنهم طاقة قد تقترح ويستفيد منها الآخر من أجل البناء والنهوض والسمو والإرتقاء لكن مع كامل الأسف اختاروا الخنوع والركوع والأسفل ووضع رؤوسهم في الرمل كالنعامة الإقدام على أي عمل مشرف يجب الإستعداد له بالدراسة والتكوين والإستفسار وليس الإرتماء داخل مسبح ماءه عكر وملوث ونثن .
فالهدم أسهل كثيرا من البناء , فليس عيبا أن نتعلم كل يوم من الأخطاء , لكن ليس من المعقول فبركة الأخبار الكاذبة ونشرها أو قولها وترويجها لأن مثل هذا الصنيع قذارة قد تصيب بها الأمة كمتطرف يعشق الإرهاب ويغني للظلم والقهر والجور.
ليس عيبا أنك لا تملك برنامجا خدوما , وليس عيبا أنك لا تتوفر على قدرة العطاء ولو ببرنامج متواضع يعود نفعا على المحيط الذي تعايشه ولو بأفراد قليلة , ولكن العيب أن تنصب نفسك وصيا وعارفا وليست لك الرغبة ولا الثقة في النفس بأن تلحق الركب وتساير مصارهم وتشاركهم ولو بمساهمة الحضور , لكن العيب أن تبقى بعيدا وتُشَهِّر بالأخرين , وتنعثهم بصفات مذمومة حقيرة وأنت تعلم جيدا أنك لست على حق , إنها القذارة والصوت الرخيص فيبقى هذا الصوت في كل الميادين حاضرا , في السياسة والإقتصاد والرياضة وفي الأخبار, لكن لن نقبل بهذا الصوت وهو يحاول إزعاج الناس في نهارها وليلها في عملها وأفراحها , فلكل بداية نهاية ما يجعلنا نلفظه ساعة الإستحقاق .
فالقذارة عندما تتحلى النفس بالضغائن وتتسلح بالكراهية وتلبس أكبر عدد من القبعات الدونية الساقطة والمارقة , القذارة عندما تدخل الحمام وتعود لبيتك بنفس الوسخ , القذارة عندما تلوك لسانك بالنميمة , القذارة عندما تجد نفسك وسط شبكة من الظلمة الحاقدين على الناس وتتضامن من أجل الإطاحة بالأبرياء الأحرار وهم على صواب .القذارة عندما تنتحل قول الآخرين على أساس أنك اخترقت الجبال طولا وعرضا فحين أنك قابع في مقعد لايساوي قشرة خبز محروقة .
فالحمد لله الذي جعل أمام القذارة الماء الزلال من الناس الأحرار الشرفاء , عقول واعية تترفع بتواضعها تَحَاشِي كل النواقص والنواقض وتفرق بين الظلمة والنوروبين الحق والرياء .
حمدا لله بالقوانين الجديدة التي نثمن موادها من أجل وقف العبث وللضرب على كل من سولت له نفسه التشهير بالناس والمس بأعراضهم وسمعتهم .
فاصل ونواصل .