الفقر جريمة على جبين الحكومة

لغة الأرقام التي يتستر وراءها وزراء  الحكومة المغربية  لم تعد تنفع في  سياسة الإقناع لكون الشعب المغربي يحتكم إلى الواقع المعيش والمعاش يؤمن بما  هو مكتسب في اليد وتبقى الخطابات الرسمية  مردودة على أي وزير يتحدث بالأرقام – المهزلة –  والتي تكشف بالعقل أن الحكومة فاشلة في تدبيرها  السياسات العمومية .
فعندما يخرج وزير بخطاب يعلن من خلاله على أن الفقر ظاهرة انتهت  مع تدبير حكومة بن كيران وتم القضاء علىها  مستندا للأرقام  فوالله العظيم  أن 88 % من الشعب المغربي فقراء  وليس فقراء فحسب بل هناك أمة تم تفقيرها بالغلاء الفاحش والزيادات في الأسعار وسلب  حقوقها من صتندوق الضمان الإجتماعي  والمؤسسات المثيلة  والمتخصصة في التقاعد  والمعاش  باسم النهب المال العام الذي لا يحاكم أصحابه بل يسمح لهم بالسراح المؤقت والتعاقد معهم في مشاريع الإغتناء .
على يميننا ويسارنا فقراء وبين الأزقة والدروب فقراء وأمام المساجد مساكين ومتسولين  وفي السجون من سرق رغيفا  وووووو ومن انتحر ومن هاجر ومن أحرق نفسه كلهم فقراء (…)
طبعا الوزراء ليسوا فقراء والبرلمانيون ليسوا فقراء  لكونهم صعدوا على ظهور الفقراء  ثم دسوهم بأحدية الجور والعار والرياء  طبعا لايرى الوزير أمامه إلا جحافل من الأغنياء والبزناسة  والذين يتقنون لغة الأرقام  والحسابات البنكية والمشاريع  ولا يهاتفون  إلا من علا مقامه في البورصة ولا يشيعون الجنازة إلا  مع رجال الأعمال والأرصدة  وبيني وبينكم لهذا فالوزراء لا يتصدقون ولا يحسنون لأنهم متأكدون بأن الفقراء ميتون وأن الفقر قضت عليه الحكومة بشعارها ” عفا الله عما سلف ”  ما سلف من تفقير وتجويع  ويبقى السؤال لماذا لا يقدم الوزراء مساعدتهم كما يقدمها ملك البلاد في كل الفاجعات  من حوادث السير أو المرض ألمزمن أو ممن يتضرر من الكوارث  (…) فبعد تواصلنا مع الكثير من أسر الضحايا  واستفسارهم في أمر المساعدات فقد أجمعوا على أن ملك البلاد وحده من قدم المساعدة المالية أو إجراء عمليات طبيه على حسابه الخاص ووووو لا يوجد في القائمة أي وزير أو برلماني أو ملياردير .
الوزير الذي استبعد الفقر والفقراء داخل المغرب يراهن على  انتخابات عرجاء  لكون ملك البلاد تحدث عن الفقر وفقراء المغرب وعندما تحدث عن الثروة قال أنها لا يستفيد منها كل المغاربة أي أن الثروة توزع على القلة القليلة  ويقصى الفقراء أي عامة الناس .
كاد الفقر أن يكون كفرا قولة حكيمة لسيدنا الفاروق عمر بن الخطاب  الذي لم يرتح قط في حياته إلا بعد أن قضى على الفقر وأنعش خزينة الدولة  (…)  فالفقر من يدفع بالإرهابيين من تجنيد  الفقراء  إنها الحاجة إلى المال والإستقرار  بدلا من لعبة الفط والفأر  التي اعتادها المواطن الفقير أمام السلطة التنفيدية التي لا برامج لها لا حاضرا ولا مستقبلا غير عربة الحجاج ورجال العصي والهروات .
همسة إلى الحكومة  البن كي رانية  إن الإحتجاجات والمسيرات السلمية المطالبة بالحقوق وترسيخ الفصول الدستورية  يقوم بها الفقراء من طنجة إلى الكويرة  ولا يقوم بها الأغنياء لأنهم حاصلون على جنسيات أجنبية أو يديرون مشاريعهم  بعيدا عن التسكع في الشوارع والأزقة والدروب  فإطلالة واحدة من شرفات مبنى البرلمان ستجد الحكومة أن الواقفين أمام البرلمان هم الفقراء من الأمة ومع ذلك درسوا وحملوا الشواهد العليا رغم السياسات المتآمرة ضد الشعب .
فاصل ونواصل

حسن أبوعقيل – صحفي