خيوط تماس :
الكمال لله فقط , فالحكومات ليست على كمال في تدبيرها , والمواطن كذلك ليس كامل الوعي بما عليه . لكن تبقى المسؤولية الأولى على مدبري الشأن العام قبل الأمة لما تحملوه من مسؤولية على عاتقهم لخدمة العباد والبلاد مقابل رواتب شهرية من خزينة الشعب , ولكل أجير أجرة والحكومة أجير ندفع لها أجرة عملها وتحاسب على المسؤولية وتُسأل في إطار القانون .
الوزير مواطن يتقاضى راتبه الشهري , ملزم بإدارة السياسة العمومية في اختصاص الحقيبة الموكولة إليه , وعليه أن يكون على بينة واطلاع واسع على مهمته والقطاع المسؤول به , لا أن يعتمد على السادة الكتاب العامين الذين نعتبرهم جنود الخفاء فهم من يفتحون الحقيبة الوزارية لمعرفتهم بما يجري ويدور , يعرفون الفائض كما يعرفون الخصاص ويهندسون ويفكرون في مكان الوزير ويسلمون له كل البرامج للتوقيع عليها فتصبح ساعتها كل الخطوات القادمة يتحمل وزرها وعواقبها السيد الوزير .
فإذا كان الوزير كفاءة مغربية , فما عليه إلا أن يكون مشرفا على برامج وزارته لا الإتكال على أي كان لكون الإعتماد على الغير من الأسباب المباشرة للفشل وهذه حقيقة علمتها لنا التجارب السابقة لكثير ممن تحملوا كرسي الوزارة واكتفوا بالبروتكولات وأخذ الصور التذكارية وحفظ ما يكتب لهم من خطابات لمواجهة الخرجات الإعلامية وكانت النتائج فشل برامج التنمية في أغلب المجالات ولولا تدخل وزارة الداخلية في كثير من الأحيان والإدارة العامة للأمن الوطني لكانت السكتة القلبية كما أُعلن عنها في عهد الراحل الحسن الثاني رحمه الله .
وحتى لا يقال أننا نسيل المداد برؤيتنا لنصف الكأس الفارغ , فالمسؤولية كذلك يتحملها الناخب المغربي المواطن الذي ينزل للشارع يوم الإقتراع ليصوت على أشباه السياسيين من منتخبين جعلوا من طلائهم لونا حزبيا وتبنوا رمزا إنتخابيا أمام برامج واهية نعتبرها مصيدة إذا ما قلنا نصبا على المواطنين .
العيب فينا لأننا اعتبرنا أنفسنا سكة حديدية يمر فوقها وعليها قطار الأحزاب المغربية بنخبها السياسية في قاطرات تحملهم من مدنهم نحو الرباط وإلى قبة البرلمان .
العيب فينا لأننا مواطنون يغلب علينا سلوك التسامح فنصدق كل من دق الأبواب وحمل راية التصحيح والتغيير ووعدنا بالإصلاح وخدمة الساكنة والزقاق والحي والدائرة وأبان عن كرمه بقفة المساعدة أو ظرف يحمل ورقة بنكية كيفما كان لونها والرقم الذي تحمله .
قد يكون بيننا من يصدق المترشح للإنتخابات وقد يكون بيننا من يتظاهر بتصديقه من أجل حاجته وخصاصه وأنها فرصة لا تعوض دون أن يعي أننا نقوم بأبشع فعل لمستقبل الجماعة المحلية ولا نفيق إلا بعد فجر جديد نرى فيه أزقتنا في حالة يرثى لها لا إنارة متوفرة وأزبال في كل مكان وحفر في كل الدروب وأسواق عشوائية عمرت الشارع العام لنا عودة في الموضوع , فاصل ونواصل
يرجى التعليق على الموضوع
حسن أبوعقيل