يحز في نفسي أن أصادف في طريقي نماذج بشرية تشتغل من أجل التشويش وإفشال أي إطار جمعوي ينكب على خدمة أهداف نبيلة لمعالجة وإيجاد بعض الحلول لمغاربة العالم ولو كان امرنا يهم بالدرجة الأولى مغاربة أمريكا في محيط إقامتنا فقط مع العلم أننا لا نمثل أحدا حتى لا تتعالى بعض الأصوات أو تحتج (…)
العمل الجمعوي واحد من المؤسسات التنموية باعتباره مؤسسة اجتماعية وثقافية أخدت على عاتقها تنوير الرأي العام بما جاد من قيم المواطنة وإشراك الجميع في التنمية المستدامة خدمة لصالح المجتمع والبلاد وهذا أمر ليس باليسير كما يعتقده الكثير لكون العمل الجمعوي مهمة شاقة تتطلب كفاءات بأخلاق وتربية وتحصيل وهذا ما نفتقده غالبا في العديد من الجمعيات التي أوكل لها ظهير قانون الحريات العامة مسؤولية تحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الأرباح فيما بينهم , بيد أن ما يقزز داخل المشهد الجمعوي هو افتقاره غالبا لعناصر متشبعة بالأخلاق الحميدة مما يعود سلبا على الأداء الجمعوي في استقطاب الأفراد والأسر وهذه كارثة ومن أبشع ما يحدث في المؤسسات الجمعوية عندما يخترقها منافقون وأوغاد بدم ممزوج بالحسد والكراهية لطعن كل من يتطوع لخدمة المجتمع من كفاءات وفاعلين ونشطاء جمعويين وتبقى مهمته سهلة ويسيرة عندما يصبح هذا المتطفل عضوا داخل أي إطار جمعوي فينتقي الأشخاص بتظاهره بالصداقة والمحبة ولا يبخل في إعطاء الإستشارات والإدلاء برأيه حول أي مشروع أو برنامج ثقافي أو ندوة تهم القضايا الوطنية لدر الرماد في العيون وعندما يتمكن يمر إلى المراوغة وتنفيذ أهدافه الحقيرة لتفريق وتشتيت الأفراد من خلال وسوسة الشيطان المارد التي يدبرها ليلا ويطبقها نهارا من خلال التواصل وما يسمونه ” الكولسة ” التي تلعب دورا في تمييع الجد والإتزان فيغرس ساعتها أنيابه السامة على الضحية لينتقل إلى ضحية ثانية وهكذا يصبح الإطار الجمعوي مخترقا فحين أن هذا الحقير يختفي وراء من جندهم وقادهم بكلامه المعسول.
حقيقة أن العديد من الجمعيات مصابة بهذا السرطان لكن علينا ألا نكتوي بالخناس مادام الكثير من الجمعويين يميزون بين الصالح والطالح فلابد من القطار الجمعوي أن ينطلق ويسير في أمان بعيدا عن لغط أعداء العمل الجمعوي كمن خدموا الإستعمار أيام المقاومة بزرعهم في داخل الحركات التحررية من أجل كتابة التقارير اليومية عن تحركات المناضلين والمقاومين الشرفاء للزج بهم داخل غياهب السجون ومورس عليهم التعنيف بكل وسائل التعذيب (…)
العمل الجمعوي في أمس الحاجة لرجالات خدومة وليست مخدومة , في أمس الحاجة لأخلاق قبل البرامج وتحقيق الأهداف , في أمس الحاجة لأطر كفأة تحترم نفسها ولا تقبل السباحة داخل مستنقعات مياه الواد الحار عبر قنوات التسجيلات المخدومة باسم التوثيق والتأريخ والتدوين .
يصعب عندما ينفضح أمر هذا النوع ” المحتال ” باسم الصداقة واالتظاهر بالحب والإخلاصوأستغرب شخصيا لأتساءل كيف يتمتع بالجرأة ويرفع عينيه أمام الإطار الجمعوي دون حمرة الخجل من نفسه ومما اعتاد على القيام به من أفعال كلها نجحت وصبت في سياق واحد هو تشتيت الأفراد تحت شعار “فرق تسد ” الذي تبناه الإستعمار من أجل تقسيم وتفريغ قوة المقاومة لتتطاول على أي اتحاد قد يتجاوزها نصرا وانتصارا (…)
فالأخلاق الحميدة تبقى هي الأس لإنجاح أي مبادرة جمعوية قبل النهوض بأي برامج يتحكم فيها منافقون قد يبيعون أصول المؤسسة الجمعوية دون علم الأعضاء بتأشيرة وتوقيع مزور .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل