ان تنزل العصا على أي مواطن أمر عادي في تاريخ الدول المتخلفة ديمقراطيا , فتاريخ العصا في – أجمل بلد – يرتبط بالنضال ومقاومة الفساد منذ السبعينيات فقد دُوهمت البيوت وكسرت أبوابها وسيقت الأسر بذل شديد وتحت مشاهد الترويع والترهيب والكلام الساقط فماذنب هؤلاء غير غيرتهم الوطنية من أجل العيش الكريم والمطالبة بالحقوق وما على الدولة دستوريا تحقيقه لمواطنيها .
فقد استخدمت العصا كأداة للتواصل مع الشعب ليصفق لأي برنامج حكومي وليزغرد لأي خطوة ينهجها البرلمان لكون الحكومة والبرلمان مؤسسات ديلية صورية شكلية بيمينها ويسارها وفضلت أن تخضع وتركع لتستفيد قياداتها وتتجنب العصا وما يجري على باقي المنتمين لأي فصيل إصلاحي حسب تموقعه سياسيا في غرف الظلام وقنوات الواد الحار وما يسري من تنكيل وتحقير كما كشفت عنه بعض حلقات هيأة الإنصاف والمصالحة واعترافات البعض مباشرة بعد العهد الجديد الذي دفن الماضي ليبدأ في الإنفتاح ودخول تجربة الديمقراطية من الباب الواسع .
العصا التي أشهرتها الحكومة في الحسيمة والريف وباقي المدن المغربية تؤكد ردة الدولة وحنينها لتاريخ ما قبل تأسيس هيأة الإنصاف تاريخ مشئوم يحمل في ثنياه كل البؤس والضنكية التي لا تعرفها الدول المانحة والأبناك الدولية التي تعتمد على القطب العمومي في أخباره وقصاصات الوكالة ومن يسمون انفسهم بمحللين سياسيين وصحافة الدعم الخفي التي تتلذذ بهموم المواطنين لتبقى رسالتها تمويه الرأي العام الوطني والدولي وتبييض واجهة حقوق الإنسان داخل البلاد .
العصا التي طالت ” السلمية ” نتاج لخطأ فادح تعود مسؤوليته لمن أعطى الأوامر حفاظا على هبة السلطة وليس الدولة أي صناعة كرسي حديدي يُخضع رئاسة الحكومة بأحزابها – حسب بلاغ الأحزاب – لتنفيد الأوامر لا أن تتمتع بسلطة التدبير لكن الإنتكاسة ولو مست كل الأطراف إلا أن السلطة لم تستسلم حفاظا على هبتها وترى في تراجعها إنهزام قد يؤجج الإحتقان في باقي البلاد وما عليها إلا أن تسلط عصا الطاعة ومنع المسيرات والإحتجاجات وعدم الترخيص لها حتى تُسقط المواطنين في فخوخ خرق القانون (…) وهذا ما وقع للكثير ممن تم اعتقالهم خاصة الذين شوهدوا من خلال فيديوهات الرشق بالحجارة ومواجهة الأجهزة الأمنية .
العصا التي طالت المواطنين من المحتجين لم يسلم منها القواة المرابطة وخلفت أضرارا جسدية كثيرة وإغماءات ودماء لكن هل هذه السياسة ستنهي الإحتجاجات ومطالب الأمة من شمال المغرب إلى أقاليمه الجنوبية (…) وهل هي مقاربة أمنية لها نتائج إيجابية لتهدئة الأوضاع والتخفيف من حالة الإحتقان ؟ ولماذا لم تضع هذه الجهات نفس المقاربة الأمنية مع أعداء الوحدة الترابية من الإنفصاليين والذين يتهمون المغرب بالدولة الإستعمارية ويُشهرون انفصالهم التام ؟
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي