الصفح والعفو عند المقدرة

خيوط تماس :

حسن أبوعقيل
الآنية تتطلب منا الرجوع إلى الله , وأن نعتصم بحبله ونستقيم إستقامة خاتم الأنبياء ونتحلى بالمدرسة المحمدية التي عانقت التسامح والعفو والإخاء والمحبة والتضامن وفعل الخير والصبر في الشدة والمحن .
ما نعيشه اليوم من خلال هذه الجائحة السوداء ونحن في كل فجر جديد نرى ونسمع رحيل أرواح من مختلف الأعمار صورة من الفزع والأسى والحزن تغمر الفضاء الإجتماعي على مستوى الكرة الأرضية , إنه زلزال الإستقرار الذي قلب الموازين وأيقض المواجع وجعل العين تدمع وأنهك قوة الفرد وجعلها أضعف بالهلع والخوف من القادم كمشهد مصغر من مشاهد يوم القيامة الذي لا يعرف فيه الإنسان إلا نفسه .
فالخوف من الإصابة هو خوف من الموت علما أننا مخلوقات لا نستطيع الهروب من الموت ولا نستطيع الفرار من قابضها ولا نعرف من السابق ومن اللاحق , وحتى المصاب بالفيروس منهم من شفي بإذن الله , لكن عظمة الله تتحكم في كل شيئ .
ومادام الأمر بيد الله فما علينا إلا أن نعيد تربية أنفسنا من خلال مراجعة النفس وأن نتسامح ونصفح ونترك الخلاف الذي يتوسطه الشيطان وشيطان الإنس .
ما يحز في النفس أننا وسط الجائحة السوداء , والبعض يبحث عن ” البوز ” وآخرون يتاجرون باللغو والنميمة وقسم كبير غير مبال بما يجري ويدور ويستخفون بالأمر وشريحة نصبت نفسها عارفا بالأحداث ورخصت لنفسها الفتوى فيما لا تعلم .
لقد أثر في قلبي مشهد الفيديو لعميد الشرطة ودموعه على موقه وهو يناشد الساكنة على تقديم المساعدة بلزام بيوتها , دموع تسكب حسرة على عدم الوعي بفضاعة الكارثة التي يستهين بها فلذات أكبادهم , رغم التعليمات والأوامر والحضر والحجر الصحي والغرامات والعقوبات هم غير مبالون .
إن خروجك للشارع في هذه الأثناء العسيرة , فأنت تحمل كفنك وكفن أمك وأبيك وأختك وأخيك وجيرانك بالجنب , خروجك يعبر أنك قاتل , فاتق الله واجلس في بيتك تسلم إن شاء الله .
فاصل ونواصل