الصحفي المتألق عبد العلي جدوبي يفتح دفتره المنسي

أوراق من دفتر منسي
الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ عبد العلي جدوبي ، يفتح دفتره المنسي
الزيارة الأولى للحسن الثاني لإسبانيا (نصف الباب المفتوح )
فالنسيا : حوار خالد الشاوي
الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ عبد العلي جدوبي فتح لنا (دفتره المنسي ) نطل من خلاله على أحداث تاريخية هامة في مسيرته الإعلامية.. في هذه الحلقة سنحاوره حول الزيارة الأولى للمغفور له الحسن الثاني لإسبانيا(شتنبر 1989)، وقد حضر القمة المغربية الإسبانية وهو ضمن الوفد الصحفي المرافق للملك، وماتخللته تلك الزيارة من أحداث تاريخية طبعت تلك الحقبة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية ..
س/ في أي إطار يمكن وضع أهمية زيارة الحسن الثاني لإسبانيا، ومدى توقيتها ؟
ج/ عدة أحداث متداخلة شهدتها تلك الحقبة التاريخية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية , واسبانيا في عهد رئيس حكومتها الاسبق آنذاك قليبي غونزاليس كان يود على ما يبدو فتح صفحة جديدة في العلاقات والتعاون وحسن الجوار بين اسبانيا والمغرب، بالرغم أن هناك جهات اسبانية لاتبدي ترحيبا او ودا إزاء المغرب ,بل ان أوساطا معارضة تدفع الحكومة الإسبانية التصعيد كلما تعلق الأمر بقضية الصحراء المغربية أو الحديث حول المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية،، ولابد من الإشارة إلى أنه خلال تلك السنة تحديدا العام 1989 كان الملك الحسن الثاني قد استقبل في مراكش وفدا عن جبهة البوليساريو لبحث سبل ايجاد حل للأزمة المفتعلة ، وفي نفس السنة أيضا تم الاعلان عن قيام اتحاد المغرب العربي، وفي الظروف نفسها واصلت الجزائر وبطرق ملتوية تكالبها على وحدة المغرب الترابية بشرائها لذمم العديد من الدول الافريقية المغلوبة على أمرها والمتهالكة اقتصاديا قصد الاعتراف بمرتزقة البوليساريو كمنظمة تحررية،، وقبل ذلك بسنة كان مجلس الامن قد صادق على تعيين ممثل خاص الامين العام للامم المتحدة مكلف لملف الصحراء..
س / الا تلاحظون أن سياسة إسبانيا إزاء المغرب ، تطبعها مجموعة من التناقضات وتباين في المواقف ؟
ج /. هذا صحيح،،ٱسبانيا تقول دائما أنها تريد تعزيز علاقاتها مع المغرب على أكثر من صعيد ، وفي الوقت نفسه تعمل كمن يحاول تربيع الدائرة ، فهي تطل علينا من النافذة ، وتفتح الباب على مصرعيه للجزائر ،توددا تريد تعملا تفضيليا في مجال الطاقة ، رغم ان مدريد تعلم ان مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية مع المغرب تفوق بكثير ما تجنبه مع الجزائر ! .. كما أن اسبانيا تعمل على تطوير تعاونها مع موريتانيا وبالاخص في دعم دبلوماستها على المستوى الدولي .. فالمد والجزر هي السياسة السائدة في بحر العلاقات المغربية الاسبانية، قائمة مند حقب زمنية متعددة ؛ وقد أشار الملك الحسن الثاني الى هذا في حديث صحفي سابق لصحيفة لوفيغارو الفرنسية عندما قال : ” إن العلاقات المغربية الإسبانية لا تستقر على حال مند القديم،وحتى في فترات تالقها ” .
س / وهل تفوق جلالة الملك في إذابة جليد الازمات المتراكمة والتناقضات وتباين مواقف مدريد ؟
ج / من خلال تصريحات المسؤولين الاسبان آنذاك وعلى رأسهم رئيس الحكومة الإسبانية قليبي غونزاليس ،فإن القمة المغربية الإسبانية قد حققت نسبة مهمة من التفاهم وتقريب وجهات النظر في العديد من الامور المستعصية ، وحتى أن العديد من وسائل الإعلام الإسبانية التي كانت توجه انتقادات لاذعة للرباط ، غيرت موقفها ،وأشادت بحكمة ملك المغرب ، وبرؤيته الصائبة نحو آفاق العلاقات الثنائية ..
س. /. جلالة الملك كان قد طرح فكرة تشكيل خلية للتفكير (مغربية -اسبانية ) للنظر في مستقبل المدينتين المحتلتين والجزر الجعفرية ؛كيف كان موقف مدريد من هذا الاقتراح ؟
ج / الحقيقة أن الفكرة فاجأت الجميع ولم تتقبلها الجهات الرسمية الإسبانية ، لكن بعض الاصوات المؤيدة لهذه المبادرة _وهي قلة _ رات عبر الصحافة الإسبانية أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة مع المغرب ، خصوصا ان الحاجة إلى المدينتين سبتة و مليلية لم تعد بالاهمية السابقة ، علما أن التوازن الاستراتيجي الذي كانت تندرع به بعض الاوساط الإسبانية المعادية المغرب حيال ضمان سلامة الملاحة التجارية في مضيق جبل طارق ، وعدم وقوع المنطقة تحت نقود السوفيات سابقا, انهار مع نهاية الحرب الباردة، وليس مستساغا في ظل البحث عن اي توازن ان يتم ذلك على حساب الحقوق التاريخية والقانونية للدول ، عدا وصف المخاطر القادمة من جنوب البحر الأبيض المتوسط ،يتسم بكثير من المغالاة، ويرتدي طابعات استفزازية ! هذا ولابد من الإشارة إلى أنه تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الهامة بين البلدين ابرزها اتفاقية الدفاع المشترك والتي أغضبت الجزائر .

 

 

3