في الدول الديمقراطية , لا يمكن لأي حدث أن يمر دون حضور الإعلام بجميع مكوناته خاصة إذا تعلق الأمر كما هو حدث افتتاح الدورة الخريفية للولاية الحالية في حضور ملك البلاد (…) فغياب رجال ونساء الصحافة داخل مجلس النواب أمر يتطلب وقفة أمام البرلمان واحتجاجا وتنديدا لدى المسؤولين والمعنيين بهذا الإبعاد والإجراء المهين للجسم الصحفي وتبخيسه .
فماذا يعني إنزال الصحفيين بقاعة معزولة داخل مجلس المستشارين ليتابعوا أشغال الدورة الخريفية والإنصات لكلمة الملك الإفتتاحية من خلال ” تلفزة ” بعد أن سحبت منهم كل أدواتهم المهنية فياترى ما هي الأسباب وراء هذه التعليمات ؟ ولماذا الصحفيون امتثلوا لهذه المضايقات التي أعتبرها شخصيا إهانة مرصودة وتذليل وتحقير لكل صحفي حضر للقيام بدوره .
لا يشرفني أن أتابع الأشغال من خلال تلفزيون , ولا يمكنني أن أقوم بدوري كصحفي وأنا بين أربعة جدران كما هو حال المواطنين في بيوتهم , فكان جديرا بمن أصدر التعليمات أن يكون في مستوى البرنامج او التنظيم ويخبر الصحافيين بعدم الحضور وأن يتابعوا الإفتتاح من بيوتهم أو من خلال منشآتهم الإعلامية دون إحراج … لكن أن يصدم الصحفيون في بداية الإفتتاح وبهذا السلوك فعلى الصحافيين أن يروا لأنفسهم بأنهم لا يساوون شيئا وأن ما يكتبونه لا يهم البرلمان بغرفتيه ولا المكلف بالتنظيم ولو كانت تزعجه الصحافة والصحافيين .
زميلة إعلامية بإحدى القنوات الأمريكية بلغها الخبر عن طريق زميل لها معتمد بالمغرب , قالت لي هكذا يجازونكم كصحفيين مهنيين بالمغرب فزيمبابوي لا يمكنها أن تعامل الصحافيين بهذا الأسلوب فماذا سيعلق علي المغرب أعداء الوحدة الترابية و المنظمات والهيئات الغير الحكومية أليس من العار أن تحتقر السلطة الرابعة بهذا الشكل المهين ؟
فعلا وجدت معها كل الحق ولن أرضى كصحفي بهذا الأسلوب الحقير ولن أرضى لباقي الصحافيين الرضوخ لمثل هذه المعاملة البائسة في حقهم ولو أني رأيتهم قد خضعوا للأمر الواقع تحت سيرة مجبر أخاك لا بطل …
في مثل هذه الأحوال لابد من الحفاظ على الكرامة وكرامة الصحفي تكمن في شخصيته ورسالته ومن على هذا المنبر أحيي كل الزملاء الذين تهزهم الغيرة على المهنة ويدافعون باستماتة عن حقهم كصحفيين لأن الأمر لا يتعلق ب ” كتاتبية ” .
حسن أبوعقيل – صحفي