الرسالة وصلت يا رئيس الحكومة
فعلا كان خطابكم واضحا السي بنكيران ,فقد أخدنا منه الحقيقة التي كانت تغيب داخل الحكومات السالفة والتي استعملت الخشونة وفعل ” تملص” من المسؤولية تحت ذريعة ” الترشيد ” فالمعنى أصبح واضحا فلا تنزيل للدستور ولا مشاركة للجالية في الحياة السياسية وتعليمات الملك تم تفريغها من محتواها , أليس من العار أن تطالبوا الجالية بالمزيد من التحويلات باعتبارها المورد الثاني بعد السياحة فماذا قدمت الحكومات السالفة وحكومتكم اليوم للجالية غير اليأس والإكتئاب حتى أصبح التفكير في التخلي عن الجنسية المغربية من أكبر عدد من أبناء الجالية والسبب أنتم يا قائمين على تدبير الشأن العام فقد مددتم أيديكم للفساد وتنازلتم عن مناصب لرجالات كما قلتم عليهم ” دون المستوى ” من أجل البقاء والحفاظ على الكراسي والراتب الشهري بدلا من التشوميرة والوقوف كما هو حال الأمة العاطلة من حملة الشواهد العليا او تبهديل كما هو حال ثلثي المجتمع المغربي (…)
تتحدث السيد رئيس الحكومة على أن المغرب بلد مغاربة الخارج , فعلى أي أساس ومن أي منطق تستقون هذا الكلام ؟ فالبلد الذي يقدم الخبز ويحترم كرامة المواطن هو بلد المواطن (…) فالمهاجر المغربي دايزة عليه دكاكة هز الراية وشعار الوطنية وحب البلاد و” مرحبا ” شعار يقدم في كل عطلة صيف , أما مواطن الداخل فهو كالمسجون يعيش على ” القطرة ” واللي فتح فمو تخلى دار بوه (…)
هذا الكلام ليس كما يراه السي بنكيران بالظلامي , إنه الواقع المعاش من طنجة إلى الكويرة وعلى مستوى مغاربة الخارج . فالخطاب الحكومي في واد وما يعيشه الشعب المغربي أمر يندى له الجبين وسيحاسب عليه كل من تحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى .
التهريج السياسي أتعب كاهل الجالية المغربية طبعا باستثناء من يلعب النفاق السياسي ويبيع ويتاجر في ملف الجاليات المغربية فبالعودة للرواتب التي استنزفها مجلس الجالية أمام خدماته فهي ” حرام ” لكون ما يقدم للملك ليس هو الحقيقة لأن تصريحات مغاربة الخارج أكبر شاهد إثبات فماذا استفاذ على سبيل المثال مغاربة أمريكا من هذا المجلس ومن خدماته وكم هي مجموع اللقاءات فعلى المستوى الثقافي لا شيء فالحقل الديني مهدد في مذهبه المالكي وعقيدته الأشعرية , أبناء الجالية لا يفقهون اللغة العربية ولا يكتبونها وتجاهل للخصوصية المغربية , أليس هذا وزر عظيم ؟ فكيف للمسؤولين أن يقفوا أمام جلالة الملك رافعين رؤوسهم على أساس أنهم يحسنون صنعا فحين أن حقيقة الأمر لابد من محاكمتهم في الدنيا قبل الآخرة .
فبعد الإنتظار وتحميس الجالية المغربية , ودستور يعطيها حق المواطنة الكاملة , تعود الحكومة في نسختها الثانية لتكريس الردة , فخطاب السي بن كيران الأخير الموجه لمغاربة الخارج خطاب يختلف عن خطاب ملك البلاد أي أن الحكومة الحالية غير مستعدة الآن في إشراك الجالية في الحياة السياسية وهذا ما عبرنا عنه وكان لنا السبق فيه حينما كتبنا أن الحكومة والأحزاب والبرلمان هم أول من لهم الرغبة في إبقاء الجالية بعيدة عن السياسة واختزالها في التحويلات ورفع الأعلام المغربية واستخدامهم للتنديد أمام سفارات أعداء الوحدة الترابية باسم الغيرة الوطنية .
حكومتنا وأحزابنا وبرلماننا لا يريدون وعيا للشارع المغربي ولا كرامة للمواطنين فإشراك الطاقات المغربية المهاجرة في الحياة سياسية يقضي على تاريخهم الخائب وسيكشف عن ريعهم وتجارتهم البائرة المتجدرة في المحسوبية والزبونية وخدمة المصالح الشخصية واستغلال النفوذ واستعمال الشطط .
فخوفهم من الجالية وما تحمله من ثقافة أجنبية ترعاها الديمقراطية وحقوق الإنسان يضطر الشارع للمطالبة بحل الأحزاب والبرلمان فتضيع مصالحهم وإذا كان العكس فأقيموا مناظرة وطنية لا تحضرها رجالات إمعة ممولة لتنفيد برامج نسخ ولصق , ولأننا في أمس الحاجة لطاقات غيورة فعلا عن البلاد ولها دراية واسعة بمجال الهجرة وقضايا المهاجرين خدمة للمصالح العليا للبلاد والعباد .
بكل اختصار , أن الوزارة المكلفة بالجالية ليس لها دور يخدم مصالح الجالية , ومجلس الجالية الذي كنا نتمنى أن يكون في مستوى طموح ملك البلاد وآمال مغاربة الخارج خدم حساباته البنكية واستنزف مالية الخزينة أمام أنشطة ضعيفة دونية ورحلات وزيارات الفسحة باسم الإستشارات والتشاور وتقديم التقاريرالمخجلة لأنها لا تتوافق وتصريحات المهاجرين …
لانريد من مغاربة الخارج وقف تحويلاتهم ولا نرغب في تكريس تصفية الحسابات وشد الحبل في الداخل مع الخارج ولا نريد أن تبقى هذه الوجوه تستغل ثروات البلاد في البناء المائل باسم الولاء فما حدث للأمين العام لمجلس الجالية مجرد ” قرصة ” فكلمة إرحل عبرت عن خيبة الأمل التي تحلى بها مجلس كان من المفروض أن يحترم نفسه وتنفيذ تعليمات جلالة الملك بكل أمانة فمايزيد عن 3 مليون مغربي بدءا من أمريكا إلى باقي دول الإستقبال يطالبون بحل المجلس فلا يعقل أن يستمر أفراد ضدا على شعب مهاجر.
يكتبها : حسن أبوعقيل – صحفي