الخطابات الحزبية .. مكتخلنيش نسكت

الخطابات الحزبية مكتخلنيش نسكت …
هل من الضروري أكتب عن كل واحد يصعد المنصة أو يتحدث من على منبره , فالمناسبة اليوم  لهذا التعليق ما تلاه السيد عزيز بنعزوز من كلمة افتتاحية  لتأسيس  شبيبة الأصالة والمعاصرة  , لا أنكر أن الأستاذ بليغ في خطابه جريئ في اختيار كلماته لكن ذكرني بخطابات زمان , خطاب أيام ” التكشكيش ”  للمعارضة  وهي خارج الحكومة  , ولتأكيد التذكير أغمضت عيني فكانت أذاني صاغية لخطاب لم يكن إلا نسخة مصورة للخطابات المتآكلة باسم الديمقراطية والإشتراكية والتقدمية والشيوعية  فعلا خطاب علماني  مبرمج لتنفيد أجندة  تحارب الخصوصية المغربية تحت شعار ” وعي  شبابي ضد سيف الظلام ”  فكنا نأمل أن يكون لحزب الأصالة والمعاصرة  برنامج جاد و منزل  يعصف بكل أخطاء هذه الحكومة , ويبدد  الوعود والعهود لكن ما أتى به السيد بنعزوز ” مشروع محراث ” لجرف العدالة والتنمية  وليس لبناء السياسات العمومية  فأين  تكمن المصداقية أمام تصفية الحسابات  عوض تقديم العون لما تحتاجه الحكومة في خصاصها  خدمة للمصالح العليا للبلاد والعباد .
لا تهمني الأحزاب برمتها , كما هو حال الشباب  اليوم  ولسنا مع اليمين ولا مع اليسار , فالبلاد في حاجة لرجالات خدومة  جنبا لملك البلاد جنبا لأمير المؤمنين في هذه البقعة الشريفة  , ولسنا في حاجة  لمن يرقص في حملات انتخابية  سابقة لأوانها ويردد  تلك الإسطوانات المشلوخة  كما رددتها المعارضة في زمانها  وقبل أن تتواطأ  ولم تجد أمامها غير طأطأة الرأس فكانت العاقبة فقدان المصداقية  فهاهي اليوم تعاني  من شوكة الإنقسامات والتيارات  وترحال مناضليها  حتى تاه الشعب بين الألوان  فلا نعرف من الإشتراكي والليبرالي والإسلامي والشيوعي والديمقراطي  والحقيقة كلشي بسقي بمغرف وحدة  .
فأي سياسة تتحدثون عنها ؟ وأي نضال تراهنون عليه ؟ مالنا ومال  الشبيبة بداعش ؟  فداعش لا تخيف المغرب  فحمدا لله لدينا أجهزة أمنية في المستوى  قائمة بواجبها حامية البلاد والعباد وساهرة بأعين لا تنام  وعلى علم بجميع الأحزاب  وما يجري ويدور  في جنح الظلام ,  فلو كان القول صحيحا  على أن العدالة والتنمية داعم لداعش  فماذا عن البوليساريو  والإرهاب ؟ وعلى هذا الحساب نستبدل المخابرات بالأصالة والمعاصرة  لكون الحزب أذكى (…)
كان على السيد بنعزوز ألا يذكر علاقة  حزب العدالة والتنمية بإدريس البصري , لكون حزب الأصالة والمعاصرة لم يك ساعتها جنينا  ولم  يك شيئا (…) وإلا لماذا حافظ بنعزوز  على سر حكومة التناوب  التي ترأسها السيد اليوسفي ولا أظن أن  السي عزيز بنعزوز يجهل  هذه الفترة بالذات  والتي تحمل فيها الإتحاد الإشتراكي  مسؤولية تدبير الشأن العام وحتى إذا افترضنا تاريخيا أن هناك اتفاق بين العدالة والتنمية  ووزير الداخلية الراحل إدريس البصري  فهذا أمر يسحل للحزب وليس عليه لكون إدريس البصري كان يخدم البلاد كما خدمها وزراء الداخلية  بمعنى أن الحزب  تقة  لهذا الوطن  .
على أي الشبيبة ليست في حاجة لخطابات  إنتقامية  أو تصفية حسابات ماضوية  فذلك أمر يهم المتمرسين في  العلمانية على الخصوص وشباب اليوم  لا يهمهم  في السياسة إلا حقوق المواطنة الكاملة  وإعادة التقة في العمل السياسي  وليس الإنتخابي الوصولي الإنتهازي  فعندما تكون برامج  تخدم  مصلحة الشعب  فالعد العكسي  سيتحول لتقة عمياء  في السياسيين …
فهنيئا لشبيبة الأصالة والمعاصرة  بهذا التأسيس  الذي آمل شخصيا أن يصبح  قوة  ضاغطة وليست راكعة  ويبقى المغرب بلدنا جميعا وليس  أجندة للغريب والدخيل .
حسن أبوعقيل – صحفي