الخطوة التي أقدم عليها الملك محمد السادس المتعلقة بالعودة إلى البيت الإفريقي داخل الإتحاد خطوة حكيمة لإعادة الدور الحقيقي للدولة المغربية أمام الكرسي الفارغ الذي استغله الأطماع واعداء الوحدة الترابية ولكون التغيير والتصحيح لابد وأن يكون من الداخل فطلب المغرب للعودة إلى أحضان الإتحاد الإفريقي أصبح واقعا لا مفر منه فياترى هل القرار المغربي سيؤخد بعين الإعتبار وتتم الموافقة عليه من قبل الإتحاد أم هناك من سيقوم بعرقلة الموافقة بأسلوب التسويف والتعطيل وخلق الشقاق ؟ وهل الدبلوماسية الرسمية للمملكة المغربية جاهزة لإقناع الدول خاصة منها الداعمة للجمهورية الصحراوية .؟
إلى حدود الساعة وكمغاربة لابد وأن ندعم المبادرة الملكية في العودة إلى الإتحاد الإفريقي لما لها من إيجابيات سياسية واقتصادية وأمنية ولا يعقل أن يكون المغرب خارج الإتحاد علما أنه دولة ذات سيادة فحين أن جبهة البوليسارية والتي لازالت تبحث عن موقع سيادة باسم الجمهورية الصحراوية عضو داخل الإتحاد نفسه والأمر شتان بين المغرب وعقوق انفصاليين غرر بهم من قبل أعداء المملكة ووحدتها واستقرارها وحضورها الأممي .
فمن خلال هذه المقالة أوجه رسالة للدولة المغربية وخاصة الدبلوماسية الرسمية بأن قضية طلب المغرب رسميا للعودة إلى الإتحاد الإفريقي لن يجد القبول بسهولة وأن الأمر يتطلب مجهودات جبارة من أجل إقناع الدول الداعمة للجمهورية الصحراوية وهي الدول التي تتحكم بقوة في الإتحاد الإفريقي وتدبير سياسته وأهدافه والمطالبة بتصفية الإستعمار في الصحراء وهذه الدول هي المحك الحقيقي الذي لابد وأن يكون المفاوض المغربي على كامل الإستعداد وقوة الإقناع دون تنزيل سلطة ” التفعفيع ” التي لن تزيد الوضع إلا توسيعا للهوة الحاصلة وهنا لابد من الإستفادة من الجولة التي قام بها الملك محمد السادس إفريقيا والتي ركزت على السمو بالشعوب الإفريقية وجعلها ترقى كباقي دول العالم لما لها من طاقات شابة وخيرات وثروات وتجديد العلاقات الثنائية بما تزخر به الشراكات في الجانب الأمني والوحدة والسلم والتعايش والتنمية المشتركة ومحاربة كل أشكال الغلو والتطرف مما يؤكد أن الجولة الملكية لم تكن صيحة في فراغ بل كانت رؤيا منسجمة والظروف الآنية بحكم العلاقات جنوب جنوب لتشمل كل القارة الإفريقية .
وهنا أود أن أركز على الدولة الجزائرية التي تعتبر رأس الحربة للتشويش من داخل الإتحاد الإفريقي , فمند إعلان المغرب عن طلب عودته إلى الإتحاد والجمهورية الجزائرية تبحث عن العراقيل التي ستلعب بها كورقة للضغط على الدول للتعطيل بغية نسف طلب المغرب للعودة فقد جندت الجزائر لهذا الغرض دبلوماسيتها الرسمية بمعية جبهة البوليساريو من أجل خلط الأوراق ومحاولة إقناع اللجنة القانونية للإتحاد الإفريقي بأن المغرب ملزم بطلب الإنضمام للإتحاد وليس طلب العودة لكون المنظمة الوحدة الإفريقية التي كان بها المغرب عضوا تم حلها عام 2001 وبناء تنظيم جديد بقوانين وتصورات جديدة تحت إسم الإتحاد الإفريقي (…) فمحاولات الجزائر أيدتها كل من جنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا معلنين أن الإنضمام إلى الإتحاد الإفريقي مشروط بالإعنراف بجميع الدول داخل الإتحاد بما فيها الجمهورية الصحراوية وطلب الإنضمام للمغربي يعني الإعتراف بالجمهورية الصحراوية وما يقلق ويزعج كثيرا أن الجزائر من داخل الإتحاد الإفريقي ستطالب المغرب التخلي عن مفهوم الحدود التاريخية في الدستور 2011 والإعتراف بالحدود الموروثة عن الإستعمار .
وهذه المعطيات لابد وأن تؤخد بعين الإعتبار لكوننا نشتغل في إطار الدبلوماسية الإعلامية لنصرة قضايانا الوطنية ودعم كل المبادرات التي تهدف إلى الرقي بكرامة المواطنين ودعم الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي