الجاليات المصرية المقيمة بالخارج تعطي الدرس للمغرب

تميزت الإستحقاقات البرلمانية المصرية بتصويت الجاليات المصرية في الخارج ومن خلال دول الإستقبال , تكريسا للديمقراطية أمام متابعة إعلامية ومراقبين لسير عملية الإقتراع وبكل نزاهة وشفافية (…) ونظرا لأن التصويت أمر يهم الناخبين بالدرجة الأولى ومسألة شخصية توفرت كل الضمانات والتسهيلات للأفراد قصد الإلتحاق بمكاتب التصويت داخل 136 قنصلية وسفارة معتمدة في كل الدول مما جعل المواطنين يبادرون بالإدلاء بأصواتهم لإنجاح أول انتخابات لمجلس النواب في العهد الجديد .
فمغاربة الخارج والذي يتراوح عددهم 6 ملايين تم إقصاءهم في الإنتخابات الجماعية, بعد المبادرة ” الحقيرة ” التي تجلت في التصويت بالوكالة التي ألحقت بالجاليات المغربية في الخارج إهانة وتحقيرا لن يشفعا لا للحكومة والأحزاب والمؤسسات المكلفة بقضايا الجالية في تبخيس الفصول الدستورية ومع ذلك فقد أعلنت الحكومة والأحزاب على أن الإنتخابات مرت بكل نزاهة وشفافية وديمقراطية أليس الجمهورية المصرية أعطت للمملكة المغربية درسا في علاقتها مع المواطنين خارج الحدود وتمكينهم القيام بواجبهم السياسي من خلال إشراكهم في التصويت والترشيح ؟
لا زلنا نحصد الخسارة تلوى الخسارة , وهذه حقيقة معيشة ولاداعي للتمويه والتبييض ودق الطبول , فقد تكالبت علينا الجمعيات الحقوقية وأعداء الوحدة الترابية من سوء التدبير والإنشغال بالقشور- مشاريع شخصية – بدلا من لب الأمور – المصالح العليا – حتى أصبح المغرب في المراتب المتدنية أمام جودة التعليم وسوق الشغل والخدمات الصحية والإجتماعية والعيش الكريم وتوزيع الثروة والعدالة كما أعلن عنه مؤخرا المؤشر العالمي لمؤسسة youthonomics الفرنسية ومن جانب آخر خريف حار من داخل الإتحاد الأوروبي وبعض المؤسسات الأمريكية الداعمة لجبهة البوليساريو (…)
إن مثل هذه السياسة تزيد هوة التقة تتسع بين المواطن ومدبري الشأن العام المغربي وتزيد نفورا من الوطنية أمام حق المواطنة المهضوم , فماذا قدمت البلاد للمواطن بعد 50 عاما من الإنتظار بعد الإستقلال ؟ وماذا قدمت البلاد لليد العاملة التي ساهمت بتحويلاتها في الإقتصاد المغربي حتى أصبحت الجاليات المغربية أس من أعمدة الإقتصاد محتلا المرتبة الأولى عام 2015 ؟
في انتظار الأجوبة على هذه الأسئلة لابد وأن ننوه بما تبدله الدول من أجل جالياتها في الخارج والتي تحافظ على كرامة مواطنيها والدفاع عنهم سواء في الداخل أو الخارج مهما تعارضت مع العلاقات الدولية كما ننوه الدور الذي لعبته الدولة المصرية في اهتمامها العميق بممارسة أبنائها المصريين في الخارج لحقوقهم الدستورية والسياسية، وذلك في إطار حرصها على ربطهم بالوطن الأم وثقتها بدورهم المهم في دعم بلدهم العظيم .

حسن أبوعقيل – صحفي