على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ينتقد فيها القيادة السعودية بسبب جريمة القتل التي ذهب ضحيتها الصحافي جمال خاشقجي، يعتقد الأمير المغربي هشام ابن عم ملك المغرب في حوار مع الجريدة الرقمية الإسبانية “إلكونفدنسيال” الخميس من الأسبوع الجاري أن ترامب يرغب في إنقاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الموقف الحرج الذي يوجد فيه ويهدد استمراره، بينما تتبنى الدولة العميقة العكس وترغب في التخلص منه والبحث عن ولي عهد جديد.
وتعيش الطبقة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة على إيقاع الجريمة البشعة التي نفذها ضباط سعوديون في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري، وغطت على الانتخابات التشريعية لشهر نوفمبر المقبل، وتنادي أصوات مشرعين ومثقفين بضرورة معاقبة العربية السعودية بمنع بيع الأسلحة وتركز على دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الجريمة.
وتتماشى رواية الأمير مع هذا الموقف، ويبرز استحالة تنفيذ عملية مثل اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بدون ترخيص من الجهات العليا في الدولة السعودية، ولكنه يبرئ الملك سلمان لأنه ربما لا يعرف ما جرى، ويترك الباب مفتوحا لاتهام ولي العهد محمد بن سلمان.
ولم يتردد في إضفاء وصف “الطاغية” على تصرفات ولي العهد السعودي بسبب موجة العنف والقمع التي تسود المجتمع السعودي وبدأت بخرق كل أعراف الإجماع المنظم للعلاقات وسط المؤسسة الملكية السعودية ومنها فرض الإقامة الجبرية على ولي العهد السابق محمد بن نايف، واعتقال جماعة من الأمراء في فندق في الرياض ومنهم الوليد بن طلال الذي هو ابن خالة الأمير هشام.
ويقف الأمير على التناقض الحاصل وسط الدولة الأمريكية بسبب أزمة خاشقجي، ويؤكد في هذا الصدد “لقد أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لمغامراته السياسية والعسكرية مثل حصار قطر والحرب في اليمن واعتقال الأمراء لأن الإدارة الأمريكية كانت ترى فيه أحسن قوة مضادة لإيران في المنطقة”.
وفي تحليله للمشهد السياسي الأمريكي بكل مكوناته مما يجري في السعودية وارتباطه بواشنطن، وهو الذي يعتبر من خبراء العلاقات العربية-السعودية، يستمر قائلا “ولي العهد الآن في موقف صعب، وترامب يتحرك لإنقاذه، لكن الدولة العميقة في الولايات المتحدة ترغب في بديل له في السلطة يكون متزنا وأقل اندفاعية، ولو تراجعت العاصفة، سيبقى ولي العهد هشا بعد هذه الجريمة، ولن يتمتع بقدرة الزعامة الاقليمية”.
ويستطرد قائلا “إن التحالف الذي أقامه ضد قطر وضد إيران المكون من السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية “لم يعد مستقرا”، ويجب انتظار الانتخابات التشريعية النصفية في الولاية الرئاسية هل ستعطي أغلبية ديمقراطية في الولايات المتحدة ستزيد الضغط على القيادة السعودية.
وعاد ليؤكد على ما صرح به لـ” القدس العربي” في حوار منذ أيام بأن الملك سلمان قد يقدم على خلق مراكز قوى مضادة لسلطة لابنه “لكن هذا عمل صعب لأن باقي العائلة الملكية لا تمتلك أي أدوات ضغط بينما الجيش وجهاز الدولة تحت سيطرة ولي العهد”.
د. حسين مجدوبي