حزب الأصالة والمعاصرة من رأس واحد إلى ثلاثة رؤوس
بسم الله الرحمن الرحيم : ” لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ” ، ما يعني أن القيادة تتطلب قائد المرحلة وليس ثالث ثلاثة بعد أن قضى الحزب نصف قرن من الزمن تناوب على قيادته 6 أعضاء ، فماذا وقع اليوم في المؤتمر الخامس ببوزنيقة ؟ ولماذا كانت فاطمة الزهراء في كلمتها تدافع عن عبداللطيف وهبي الأمين العام السابق ، وماهي المبررات لتبني القيادة الجماعية التي أفرزت كلا من فاطمة الزهراء المنصوري ومحمد المهدي بن سعيد وصلاح الدين أبوالغالي ، رواد 3 ، ليس للفضاء ولكن لتحمل مسؤولية قيادة حزب الأصالة والمعاصرة والذي أصبح حديث الخاص والعام بعد اعتقال عضوين من قياداته واللذين يتحملان مسؤولية تدبير الشأن العام من خلال مجلس عمالة الدارالبيضاء ومجلس الجهة الشرقية .
أمر القيادة الجماعية للحزب يعد بدعة لم يشهدها تاريخ المغرب الحزبي ، حيث كل حزب كان له قائد وحيد يشتغل مع مكتبه السياسي و يتحمل المسؤولية داخل حزبه وأجهزته ويتحملها أمام العدالة ، ويبقى السؤال من المسؤول أمام ملك البلاد ؟
فالتخريجة الوحيدة هو اختيار واحد من الثلاثة في القيادة الجماعية ليكون منسقا بينهم ، وفي نفس الوقت الناطق الرسمي والمفوض للتواصل مع الجهات العليا دون غض الطرف عن المهمة الجماعية التي يتحملها الثلاثي القيادي .
ففي نظري الشخصي ، أن القيادة الحزبية الجديدة لها خزين من المعلومات بخصوص مسار الحزب ومآله بعد الصدمة العنيفة التي لحقته بعد اعتقال كل من سعيد الناصري وعبدالنبي بعيوي وملاحقتهما بتهم خطيرة تتعلق بالمتاجرة في المخدرات والمتاجرة بالبشر وتهم أخرى ثقيلة .
فكلنا يعلم جيدا أن قيادة الحزب عندما تنتهي ولايتها ، وتنتخب قيادة جديدة تمر مسؤولية الإنتقال بسلاسة وقبول الأمين العام الجديد بكل ما جاء في التقريرين الأدبي والمالي ، لكن في الحالة التي نحن عليها الآن و مع قيادة جماعية يظهر أن المكتب الجديد لا يمكنه أن يغامر في ظروف قضية إسكوبار الصحراء التي مازالت في المحاكم المغربية والقضاء لم يقل كلمته بعد, أن تتحمل المسؤولية السيدة المنصوري بمفردها مسؤولية الأمانة العامة ،وشأنها شأن الآخرين ، مادام القانون الأساسي لم يتغيرمن أمين عام إلى قيادة جماعية وعلى ذلك فالأمر لا يعدوا إلا مسألة مؤقتة حتى تقول المحكمة كلمتها وتعود الأمور إلى نصابها كما هو عليه في القانون التأسيسي بخصوص المكتب السياسي ( التنفيذي ) .
سيواصل حزب الأصالة والمعاصرة مساره بقيادة جماعية ثلاثية وستكون السيدة المنصوري المنسق بينهم ، خاصة أنها ظهرت قوية في المؤتمر وكان لها دور كبير في جمع شمل الأعضاء وأجهزة الحزب برمتها ، إلى جانب الدبلوماسية التي كانت حاضرة في تعاملها مع الجميع وكذلك مع الصحافة .
نتمنى أن يعاد ترتيب أوراق الحزب وتصحيح الأخطاء وخاصة ما وقع فيه الأمين السابق عبداللطيف وهبي من انزلاقات أساءت وجه عام لتوجهات الحزب بأصالته ومعاصرته .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل