إيفانكا وقبلة اليد

حديث الساعة.


تكتبها : منى عواد رفيع

حديث الساعة إيفانكا و قبلة اليد … الكثيرون رأوا تقبيل يد افانكا به ذل و خنوع … ونقص من كرامة المراة المغربية… لا اريد ان اظلم هذه السيدة الطيبة التي تصرفت بعفوية نساء البوادي… انا بنت الرباط ولدت بها وتربيت في بيوتها عيني بنية اللون و لست شقراء الشعر ومع ذلك كلما زرت بعض المناطق أرادوا تقبيل يدي فانحني لابعدها بسرعة ومرات تسبقني اليد الاخرى فتقبل يدي فارفع تلك اليد وأقبلها بالمثل احتراما لهذه اليد من النساء والذكور التي قبلت يدي … هذه السيدة تصرفت بعرف موجود في قرانا وفِي مدننا .. فارجوكم هي لم تفكر في عبودية ولا في تحكم الأقوياء … تجاهل ثقافة السلام في بعض المناطق من المغرب هو ظلم للسيدة “عيشة بوركيب” اشد الظلم. العار على المسؤولين الذين اتوا بجموع النساء ولَم ينبهن بعدم تقبيل اليد… هذه السيدة قيل لها هذه الضيفة اتية إليكن لتجلب الى المنطقة “الخير العميم للنساء” فسلمت عليها بعفوية العرف…. كنت أتمنى عِوَض ان تناقش قبلة اليد العفوية ، ان يناقش البرنامج التي أتت به ايفانكا للمغرب وهل سياخذ الأب شيءا بالمقابل ، وان بدا عليه الهدوء والرضا اتجاه المغرب ؟؟ كنت أتمنى ان يعرض هذا الدعم ومن المستفيد منه أهي بحق النساء ام سيتقاسمه معهن رجال ؟؟ كنت أتمنى ان نناقش ما هي نتايج الدعم المماثل الذي قدم للنساء سابقا والتي اتت به ميشال اوباما لمساعدة القرويات يوم كانت السيدة الاولى بالبيت الابيض؟ ان الذل والعار وكل الذل والعار الا نثور عندما تستغل نساؤنا من السواح في مدننا بالشمال والجنوب ، عندما نفتح الفيلات للدعارة وتصفف ليموزينات عند المطارات والأبواب فنتاجر بأعراض النساء … وضعف النساء… وفقر واحتياج النساء… العيب والعار ان تحمل المغربية على ظهرها اكثر مما يحمل البعير على أبواب المدن وفِي أعالي الجبال ولا احد يتكلم ولا احد يرحم… العيب والعار الا نثور على الظلم وعلى التسلط وعلى التهميش وعلى الفقر القاتل في بلد صنف بعض سكانه من اثرى أثرياء العالم.. بلد نحبه حتى العظم ويؤلمنا ما يعيشه الفقراء من قهر… الذل والعار سيداتي سادتي ان يقف مسؤولون من المفروض انهم تعلموا بروتوكولات اللقاءات بين ممثلين الأمم فيقفون امام الآخرين وقوف الضعفاء وهم وزراء وممثلوا الشعب … العيب والعار يا اخواتي واخواني ان ينزل مستوى اخلاقنا للحظيظ وان نتحول الى ذياب وحشية يستغل القوي منا الضعيف … العيب والعار ان تمسح كرامتنا ممن يدير أمورنا فكيف للغريب ان يحترمنا وكيف لنا ان نزرع الثقة في نفوس اطفالنا وشبابنا… هذا اراه العيب الأكبر والخنوع القاتل… سلامي اليكم جميعكم والى روحكم الوطنية… وسلامي للسيدة “عيشة بوركيب ” التي اتوا بها تسلم على ضيفة المغرب وأراهن ان هذه السيدة الطيبة لا تعرف حتى اسم من قبلت يدها ولا من اي قارة هي اتية… اراهن ان السيدة عيشة لا تملك غذاء يومها ولا عشاء ليلتها…. بعد أسبوع من اليوم …
اراهن
اني اومن ايمانا قويا ان احترام الذات يفرض الا نرمي نفسنا وأجسامنا على الاخر وان التحية المناسبة للقاء الغريب ان تكون برفع الرأس وبابتسامة لطيفة ولكن هذا العرف الذي ورثته الأجيال القديمة لازال ساري المفعول يجب علينا جميعا توعية الناس عند عرضهم لاستقبال ضيوف المغرب … ياترى من سيقوم بهذه التوعية في القرى والمدن الصغيرة المجاورة !!؟؟