خيوط التماس :
لا أفهم كيف استجابت بعض العقول المغربية لتخدم الدخيل ضد المقومات الأساسية للثقافة الإسلامية ومن داخل الوطن ، ما يؤكد خنوع هذه الحفنة واستسلامها لجهات هدفها زعزعة الاستقرار الروحي للمسلمين في هذا البلد الأمين ، بحصن من الله العلي القدير وبرعاية مؤسسة إمارة المؤمنين الساهرة على تدبير وحماية الشأن الديني داخل البقعة الشريفة وحدودها الجغرافية .
فقد عاش المغاربة في أجواء الإحترام المتبادل والتضامن والأمن والسلام ، وتحت راية القضاء وتطبيق القانون على كل من يخالفه أو يخرقه .
وما تميز به عهد الملوك الثلاثة محمد الخامس رحمه الله والحسن الثاني طيب الله تراه ومحمد السادس أطال الله في عمره وشفاه ، بناية المساجد والكتاتيب القرآنية وتخريج الوعاض والمرشدين وفتح مجالات التعليم في المدارس العتيقة والجامعات الإسلامية فنال كثير من الطلبة الشهادة العالمية في اطار الدين الإسلامي والمذهب المالكي وعقيدة أشعرية كانت مؤسسة إمارة المؤمنين بوصلة تدبير محكم متخصص في كل ما هو يعني المعتقد والملة وتكريس للإسلام كدين للدولة من خلال الدروس الحسنية والإحتفاء بالأعياد الدينية وردع الارهاب والمتشددين .
انها مسيرة مستفيضة بالعلوم الدينية والفقه والإجتهاد بِمَا وجب الأخذ به وبما وجب نبذه والتحفظ .أمام خصوصية المملكة في تشريعاتها وعرفها وتقاليدها .
اليوم أصبحنا نقاوم بعض المواطنين المغاربة ، وصلوا لكراسي المسؤولية لانتماءاتهم الحزبية فاستقووا على المواطنين ، حتى أصبح الشعب لا يرى فيهم إلا جنودا للإستعمار الحديث والذي يوظفهم لمحاربة الإسلام والمسلمين ،
فبسطوا مناصبهم كآلة ردع ، لنشر دعوتهم باسم الحداثة والتي تتطاول على الإسلام كدين وعلى كلام الله وسنة رسوله ، فأهانوا الأئمة الكبار وكتب الحديث وشككوا في رسول الله والخلفاء ، ثم نراهم اليوم يمررون مشاريع قوانين وتقنينها عبر برلمان القاسم الانتخابي الجديد والذي لا تعتمده أي دولة في العالم ولا أي دولة ديمقراطية .
إن هذا الإستقواء هو استفزاز لشعب ذكي شعب حمل على عاتقه راية الإسلام وغيرة على مؤسسة إمارة المؤمنين التي بدت مستهدفة لتفريغ مسؤوليتها من قيم المدرسة المحمدية ولفيفها المقرون بمكارم الأخلاق .
فلماذا الصمت يخيم على هؤلاء ، العقول الوقحة بدلا من توقيفهم ومحاكمتهم بتهمة المس بالمقدسات ومحاولة زعزعة استقرار الأمن الروحي للمسلمين ، وعرقلة مسار مؤسسة دستورية في البلاد .
لا نهاب أحدًا عندما أفضح هذه الأسماء التي كانت دعوتها تمس بالإسلام وتحتقر كلام الله وتشكك في رسول الله ، وترغب في نشر الفواحش من زنا وقلب الطاولة من أجل تغيير مفهوم الزواج من علاقة شرعية بين رجل وامرأة الى علاقة بين أفراد ، حتى يصبح الشذوذ الذكوري والسحاق الانوثي برنامجا مقبولا ، والهدف الأسرة المغربية .
لقد تناست أو نسيت العقول الوقحة بأن الأمر ليس هينا ، ولو وضعت القوانين لكونا نحارب الإستعمار ، فالحال لن يسمح لأي آلة مارقة باختراق ما يؤمن به المغاربة من شمال المملكة إلى الأقاليم الجنوبية ومغاربة الخارج .
صعب جدا على العقول الوقحة أن تمرر قوانين تستهدف القضاء على شرع الله من أجل اتفاقيات علمانية باسم الحداثة المزعومة فتقر بالعلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج وتغيير كلام الله في آياته المحكمات والقطعية والحرص على تشويه أئمة المسلمين والقول لا صلاة على النبي ولا وجود لسيدنا عمر ولا للصحابة ومقلق فتح لهم باب التلفزة العمومية لنشر أسلحتهم .
الشعب المغربي مع ملك البلاد وإمارة المؤمنين التي لا تقبل عن نفسها أن تحرم حلالا أو تحل حراما .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل