إنتقاذات واهية من أجل المناصب

كلما طلعت تقارير المنظمات الحقوقية الدولية إلا وخرجت بعض الرؤوس لتبييض الواجهة  بطلاء يتناقض مع الواقع الذي  يعيشه الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة  ليس حبا في البلاد والعباد ولكن  من أجل البقاء  في المنصب  والمحافظة على الولاء  والرضا وهذه ظاهرة ألفناها واعتدنا على سماعها وقراءتها  كثيرا  لكون التصريحات أو كتابة المقالات  في بعض الصحف التكسبية  تتجاهل تماما بأن المنظمات الحقوقية الدولية لا يمكنها أن تقوم بتغطيات أو إنجاز تقارير إنطلاقا من حلم  .
فما على هؤلاء ” الصباغة ”  قبل اللجوء إلى إسالة  المداد  لابد وأن يضعوا أمام أعينهم أن  الشعب المغربي  اليوم  ليس شعب الأمس ولو أننا استفدنا منهم  كثيرا  ولكون شعب 2017 أصبح واعيا بكل الأوراق  التي تستخدم  وفقد تقته في العمل السياسي  كما فقدها في كثير من المجالس والمجالس المنتخبة  والبرلمان بغرفتيه  والحكومة  القائمة على تدبير الشأن العام وأصبح لايصدق الخطابات سواء الرسمية أو التي يلقيها  المسؤول السياسي  لكون التجارب باتت واقعا مريرا  من خلال الإجهاز على كرامة المواطن .
من قرأ أربعة صفحات تقرير منظمة العفو الدولية  التي تخص المغرب  سيجد ما كُتب  نقلٌ دون إبداع ودون  تنميق أو تزويق فهو صورة طبق الأصل لتصريحات المسؤولين المغاربة سواء في الحكومة أو في الأحزاب  أو من داخل البرلمان  وكذلك تصريحات المجتمع المدني من خلال البرامج التلفزيونية  والإعلام بجميع  مكوناته على مستوى الصحافيين الشرفاء وما يقدم من العروض المسرحية  والسينما المغربية  إلى جانب الإحتجاجات  والمسيرات السلمية  التي تعبر عن الحياة الضنكا للمواطن المغربي من طنجة إلى الكويرة  دون إغفال مغاربة الخارج .
الولاية الحكومية  لم تكن مثمرة ولم تخدم مصالح الشعب أكثر ما خدمت النخبة السياسية بفشلها وجهلها للتدبير والحكامة الجيدة  بل دافعت الحكومة برئاسة  السيد بن كيران  على تقاعد البرلمانيين ومعاشات الوزراء  رغم أن الواجب هو خدمة مصالح المواطنين لمحاربة الفقر والتهميش ويكفي أن ملك البلاد أكد بأن ثروة البلاد لايستفيد منها جميع المغاربة  ومن جهة أخرى فالتهليل بالقوانين التنظيمية  على جميع المستويات مرفوضة من قبل الأمة المغربية وليست قيمة مضافة بل نكسة في تاريخ الولاية الحكومة لا على مستوى النسخة الأولى ولا الثانية ولا في إطار تصريف الأعمال .
فلماذا ننتقذ  بشراسة  تقرير منظمة العفو الدولية  ؟ ولماذا نحاول  تمويه الرأي العام الدولي  ؟ وهل  الرد على المنظمة يأتي  على خلفية تغليف وستر المفضوحات التي يمكنها أن تثير غضبة ملكية على  من أقسموا أمام الملك من أجل خدمة البلاد والعباد ؟
فاصل ونواصل .
حسن أبوعقيل – صحفي