إجهاض إتفاقية الفلاحة والصيد البحري مؤامرة مخدومة
الدعوة التي رفعها المرصد الدولي لحماية الثروات الصحراوية – جبهة البوليساريو – ربحها بقضاء المحكمة الأوروبية بإلغاء اتفاقية الفلاحة والصيد البحري واستثناء منطقة النزاع من التبادل التجاري ومن الإتفاقية نفسها . فالإتحاد الأوروبي الذي يستفيد من خيرات المغرب من خلال العلاقات الثنائية والمصالح الأمنية لا يدافع عن مغربية الصحراء ولا عن مقترح الحكم الذاتي لكنه يحفظ ماء العلاقات في الزيارات الرسمية للزعماء من خلال إعطاء وجهة النظر الخاصة في مقترح المغرب للحكم الذاتي لكنهم لايدافعون عليه داخل الأمم المتحدة مؤكدين كلمة واحدة أنهم مع المساعي الحميدة تحت إشراف الأمين العام الأممي .
فصمت الإتحاد الأوروبي عبرنا عنه في مقالات سالفة بأنه السكوت الذي يسبق العاصفة ونبهنا الدولة المغربية بخطورة ما يجري ويدور في كواليس الإتحاد الأوروبي الداعم لجبهة البوليساريو ماديا ومعنويا حيث استطاع نشطاءه استقطاب الأحزاب والنواب الذين سخروا لهم كل اللوجستيك من أجل التعريف بأطروحتهم وتشويه سمعة المغرب حقوقيا خاصة في الأقاليم الجنوبية وتبقى المؤامرة الأوروبية في الضغط على المغرب ومقايضته حسب ما يناسب الإتحاد الأوروبي كما هو حال ” الهجرة السرية ” والمخدرات ” والتعاون الأمني ” وقضايا الإرهاب ” وكثير من الأمور الغير مكشوفة .
فإذا كان الإتحاد الأوروبي مصلحي فالمغرب بأحزابه السياسية وبنوابه ومستشاريه داخل غرفتي البرلمان لا يعطون أهمية للقضية الوطنية إلا عندما تكون النتائج عكسية أو بروز أي مشكل عويص وأغلب التعسيرات كان حلها على يد الملك محمدالسادس شخصيا بحكم علاقاته الخاصة مما يؤكد أن نهج الدبلوماسية المتصلب والمواجهة المكشوفة ليست إلا عائقا ينضاف إلى جملة من السلبيات القديمة الجديدة والتي ما تزيد البلاد إلا تعقيدا في علاقاتها كما حصل مع وزيرة الخارجية السويدية وتجاهل سفيرها في ليبيا وتونس الذي يعول عليه في تقريره حول الصحراء المغربية وتصريحات الدبلوماسية المغربية لكريستوفر أنه غير مرغوب فيه لن يغفرها مادام مكلفا أمميا بهذا الملف وزد على هذا الأمر أن تدبير ملف الصحراء ملزم بتدبير محكم للأموال التي تصرف على اللوبيينغ الغير مناسب (…)
يبقى حكم المحكمة الأوروبية إجهاض واعتراف وضغط يدفع المغرب فاتورته لكن ما ليس في الحسبان أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها والمغاربة لا ترهبهم التهديدات وقادرون على الإستبسال دفاعا عن أي حبة رمل من أرضه .
حسن أبوعقيل – صحفي