أيها السياسيون من الفاسد هل أنتم أم المواطن ؟

كلمة الملك محمد السادس عندما قال في خطابه : ” فإن جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم فلا تقبل منكم الشكايات فأنتم المسؤولون على تدهور حقوقكم وحق بلدكم عليكم….. ” لم تجد أذانا صاغية ولا عقولا واعية وخير دليل ما أفرزته الجهات على هرمها , فلا يعقل أن يحكمنا رجالات فاحت رائحتها تقصيرا وتبديرا وتعطيلا في المسار التنموي والحقوقي فناصرت الظلم والتفقير والتهميش وساهمت في المؤامرة ضد المواطنين (…)
كيف للأحزاب برمتها أن تلتزم الصمت الأبدي أمام خرجاتها الإعلامية إبان الحملة الإنتخابية , هل قبلت باللعبة وسارت مع التيار وتناست أن الخروقات قائمة حسب تصريحاتها ؟ أليس من العار أن يحكمنا مراهقون بغض النظر عن البدلة وربطة العنق وبطائق الإئتمان ؟ أليس من الذل أن يحكمنا في الجهات رجالات تنصب الفاعل وترفع المفعول ولا ترى في الحياة السياسية إلا ترويج الحسابات البنكية والتظاهر بحمل الراية المغربية والدفاع عن الملكية على أساس أنهم الوطنيون فحين أنهم أعداء البلاد والعباد وإمارة المؤمنين … إنهم يتاجرون بمصالح الشعب بكتابة التقارير المغلوطة من أجل توهيم القيادة وترهيب المسؤولين تحت ذرائع أمنية (…) كيف أن يحكمنا في الجهات من له سوابق عدلية لتسليمه شيكات بدون رصيد ونصب واحتيال ؟ أو من له تاريخ حافل بمصائب ” التويزة ” وتوزيع الأراضي وتفويتها لنفسه وغيره ؟ أو من يمارس الإرهاب على الناس باسم السلطة والنفوذ وهدم الخيام وإشعال فتيل الفتنة والإنفصال ؟ وكيف لبعض الأسماء التي طالها مداد الصحافة وأصبحت قضية رأي عام أن تتحول بحكم قادر على رئاسة جهة من الجهات (…)
صدقوني أن المواطن الذي صوت ضد الفاسد كانت ” التحالفات ” له بالمرصاد أي أن الأحزاب انتقمت من المواطن الذي نزل ملبيا نداء الملك فأعادت الفاسد ضدا على إرادة الناخب , فعادت حليمة لعادتها القديمة .
التحالفات الحزبية جعلت على رؤوس المواطنين فاسدين في المدن والقرى مع بعض – الرتوشات – ومن الآن سيعرف المغرب ردة في كل المجالات – الله يحفظ السلامة – والأمر ليس سهلا كما تعتقد هذه الأحزاب او من يقودها نحو هذا الإنحدار لأن الشارع ينذر بأزمة خطيرة ستتحمل الآمانات العامة مسؤوليتها (…)
فما تكرسه هذه الحوانيت الحزبية لا علاقة له بالسياسة ولا بالسياسات العمومية المفروض تدبيرها من قبل حكومة مسؤولة بمساعدة الأغلبية والمعارضة البرلمانية من خلال الولاية القادمة بعد الإستحقاقات التشريعية التي لن يخرج الفائزون فيها عن الرواد الثلاث حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والإستقلال طبعا في إطار باقي التحالفات لنرى الحكومة القادمة تتكون من 6 أحزاب وهذا ها يسمى ” الطنيز العكري ” .
سنصبح عرضة للنكثة أمام الدول العظمى , وسنضحك فينا البوليساريو والجزائر وأعداء الوحدة الترابية وسنبقى محط سخرية أمام المحافل الدولية شعب يصوت من أجل إخراج الفاسدين وأحزاب بتحالفاتها تعيد الفاسدين انتقاما من المواطنين …
حسن أبوعقيل – صحفي