بصريح العبارة لم يعد الأمل قائما أمام دعوات التصحيح والتغيير فقد وضع المعاش الإستثنائي نقطة نهاية للحلم المغربي في غد أفضل يتمتع به المغاربة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون على الجميع والمواطنة الكاملة (…)
لماذا بن كيران يستفيد من معاش استثنائي ؟ وماذا قدم في برنامجه وهو رئيس للحكومة ؟ وهل كما يقول أن وضعيته الإقتصادية كانت السبب في تفضل الملك عليه بهذا المعاش ؟ فمن يكون بن كيران ومن يكون المواطن ؟
الشعب هو الوحيد الذي يحسم في الإجابة عن هذه الأسئلة , لكونه المتضرر الأول والأخير فلا يمكن لأي جهة أن تكون بديلا للشعب ولو كان البرلمان بغرفتيه .
نعلم جيدا أن المعاشات الإستثنائية غير واردة في الجريدة الرسمية ولن تجد له قوانين مؤطرة ومع ذلك يستفيد منه الوزير والسياسي والنقابي وبما أن هؤلاء لا يقومون بأي عمل يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد كان من الواجب عدم تمتيعهم بهذا المعاش المزاجي الذي يؤزم المواطن الفقير ويؤزم الموظف البسيط في وقت عمت فيه المسيرات السلمية والإحتجاجات كل المدن والعمالات والأقاليم (…) فالمواطن يعيش نكبة على إيقاع الديون والإقتطاعات والفواتير المرتفعة فما أقدم عليه رئيس الحكومة المعفى من منصبه كان عبارة عن إجهازه على قدرة المواطن وتجميد حقوقه وردعه بإصدار قوانين زجرية من أجل تقييد حريته .
لن يسمح الشعب بهذه ” المهزلة التاريخية ” التي تكرس المحسوبية والإنتقام من الشعب الوفي مادام 27 مليون مغربي لم يدخل غمار التصويت وللتذكير أن المصوتين للعام 2016 كان عددهم 6640627 فقط صوت منهم 1618963 على حزب العدالة والتنمية فهل هذا قياس نفتح به قبة البرلمان باسم الشعب ونروج لهذا الحزب بالإرادة الشعبية .
كفانا تضليلا فالمسجلين في اللوائح الإنتخابية كان عددهم 15702592 وقاطعوا الإنتخابات من المسجلين 9061965 أي لا ثقة بعد في الأحزاب .
نعود لسيد المعاش الإستثنائي فالأحقية لأبناء المقاومة الذين هم اليوم يعيشون في مدن الصفيح وللأبطال الرياضيين الذين رفعوا العلم المغربي في المحافل الدولية ويعيشون اليوم الحاية الضنكا ثم الفنان المغربي الذي يموت جوعا وتحت سجادة الفقر .
المعاش الإستثنائي الجندي والأمني الذي يسهر على أمننا ونحن نيام أولى بالمعاش بدلا أن تعاني أسرته بالموت السريري في غياب لأبسط حقوقه , أما المواطن الذي يحب البلاد فعمله أصبح في خدمة الفواتير وأجار البيت والديون من أجل لقمة يعيل بها أبناءه .
فكيف لنائب برلماني له مؤسسة تعليمية خاصة وله مطبعة وله ما له وراتب شهري 14 مليون أمام مهزلة التدبير يفوز بمعاش استثنائي قيمته 9 مليون سنتم .
لن أخفيكم أن والدي كان إطارا تعليميا اشتغل 36 عاما نال تقاعدا بمبلغ 900 درهم وبعد وفاته رحمه الله الوالدة تستفيد اليوم من مبلغ 435 درهم كمعاش .وأجزم أن والدي أفضل من رئيس الحكومة في عطائه وتدريسه وتخريج أفواج من الأطر على يديه وكثير من الأطر التعليمية اليوم تعيش المرارة والإهانة زد عليها باقي الموظفين في كل المصالح والإدارات .
على أي الوضع لا يبشر بالخير أمام هذه الزلات , فكلما فتحنا نافدة الأمل إلا أغلقتموها فمن أجل غد أفضل لابد من وقف الريع والمستفيدين منه .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل – صحفي