أكثرتن وأكثرتم
موضوع المرأة لا يستحق هذه الهالة من النقاش العمومي ، فالأولوية للخبز وكرامة الإنسان ولمحاربة التفاهة التي أصبحت برنامجا يستقوي ويتحكم .
لسنا بعيدين عن المرأة وقضايا حقوق الإنسان ، نحن معها في كثير من الأمور ونساندها في الكثير من المحن ، لكن يبقى السؤال المطروح لماذا هذه الجمعيات لا تتحدث عن المساواة في الإسلام وليس مع الأزواج مادام الأخير لا يمثل التعاليم الدينية بل هو مكرس لها أو ممتنع عنها ، أما تمييع النقاش العمومي واستبعاد ثقافتنا الإسلامية لا يجوز قطعا لأن الثروة الفكرية الدينية أتت قبل المواثيق الدولية بقرون وهذه المواثيق هي اجتهادات أممية وضعتها الأمم المتحدة على سبيل الإستئناس وليست إجبارية على الدول ذات السيادة حفاظا على ثقافتها ونظامها ومكنت أصحاب القرار التحفظ على هذه المواثيق ولو كانت من بين الدول الموقعة عليها .
الإسلام ياسيدات المغرب منحكن الكرامة والمساواة وجميع الحقوق ، فمشكلتكم ليست مع الله ولا مع رسوله ولا مع القرآن ولا السنة ، قضيتكن مجتمعية وحكومية وعليه لابد من تضامنكن من أجل الحفاظ على كرامتكن من داخل بيتكن الزوجي ، وعليكن الإستمرار في نضالكن من تعديل بعض القوانين التي أتت بها مدونة الأسرة .
فما نشاهده اليوم من حملات للعديد من الجمعيات النسوية ، تسير في طريق مغلوط خاصة بعد إنتشار أوسم ترمي كل الثقل على الرجل وتصفه بالغول المتوحش وكأن المرأة الحمل الوديع أو أنها تبيض ذهبا أمكتهزش الدجاجة على بيضها .
فعندما تحمل لافتات مكتوب عليها ” لا لتعنيف المرأة ” فالأمر واضح أن المتهم بالدرجة الأولى الرجل ، وعندما يصبح الأمر تتناوله الأحزاب السياسية فمؤسسة الزواج تم تسييسها وجرفها لمستنقعات الإملاءات الخارجية لتوظيف برامج أجنبية تسيء للثقافة المغربية وتدجين نساء المغرب للتخلي عن المبادئ ومسحها من شمال المملكة إلى أقاليمها الجنوبية ومن الشرق إلى المحيط الأطلسي .
فمنذ تأسيس مكاتب الإستماع ارتفع الطلاق وأصبح ظاهرة خطيرة تفشت معها ظواهر إجتماعية رغم حضورها في الساحة المغربية ، لكن نسبتها ارتفعت بحكم الخصاص والحاجة وغياب بيت يحميها من كلاب الإنس الجائعة .
أصبحت المرأة تطالب بالطلاق بسبب أبسط مشكل ، ما يؤكد أن مؤسسة الزواج أصبحت على كف عفريت كما يقال …
كلمة جوج طلقني ، وبعد الطلاق مصير مجهول وثقل على العائلة وأطفال تتشرد وتتعقد ومشاكل على صفيح ساخن .
فإذا كانت المرأة ضحية التعنيف ، فهناك رجال كثر ضحايا التعنيف بجميع أنواعه ، وهناك استقواء غليض تتبناه نساء أكثر ما يتبناه الرجال ، لكن الرجل لا يستطيع المجاهرة بأمره ، ولايريد أن ينشر غسيله ، خاصة مجتمعنا لا يخلو من الثرثرة والنميمة مع العلم أن بيننا أناس يتحكمون في ألسنتهم ، متشبعون بالأخلاق الحميدة ولا يتدخلون فيما لا يعنيهم وأغلبهم يصلحون ولا يفسدون .
فهذا النوع من الرجال المغلوب على أمره من قبل زوجة سليطة اللسان ، لا تراعي مؤسسة الزواج ، فيبقى الزوج على حاله مستحملا حتى لا يصبح لقمة سائغة تلوك بها الأفواه والألسن .
على هذه الجمعيات النسوية المتحمسة لخدمة برامج البنك الدولي والمؤسسات المانحة أن ترفع مظلوميتها للحكومة وللبرلمان وللأحزاب بنخبها ، من أجل تنزيل القوانين الرادعة لكلا الجنسين سواء رجل أو امرأة وليس تغليب الكفة فكما هناك بنات الناس هناك اولاد الناس .
أما اللواتي فشلن في حياتهن ويرغبن في إفساد المجتمع باسم الحداثة والحريات الشخصية وبشعارات القبح البائن ” جسدي ملك لي أفعل فيه ما أريد ” أو اللواتي يحاربن زواج القاصرات وفي نفس الوقت يدافعن عن علاقة – القاصرات – الجنسية خارج مؤسسة الزواج ويعتبرن الأمر من حقهن علما أن الشارع مليئ بالقاصرات وما يقمن به فاق الراشدات وحدث ولا حرج في هذا الموضوع لكن أستح في هذا المقام لا أريد الخوض فيه .
ملف تعنيف المرأة أكثرتن فيه وأكثروا فيه ، لكونه برنامج دخيل تفرضه بعض الجهات وتسقط فيه بعض الجمعيات النسوية وتسخر لأغراض تمس بالقيم الإسلامية بالدرجة الأولى تهان فيها المرأة المغربية التي نفتخر بها وهذا لا نرضاه لها ولنا مع فائق التقدير والإحترام لكل سيدات المجتمع المغربي .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل