أحزاب المرحلة والمصالح الشخصية

يكتبها : حسن أبوعقيل / امريكا
قد يقول البعض أننا نرى للمشهد السياسي في المغرب بالنظارة السوداء , وأننا نبالغ في نقدنا وانتقاداتنا المتواصلة لكن ما نُسيله من المداد هو قراءة للواقع الذي لا يقبل أظرفة التمويه والتبويق والتزويق والتنميق (…) الشعب المغربي يعي كل الوعي أن المؤسسات الحزبية لا شغل لها غير مصالحها التي تفرعها من مصالح الأمة باسم نيابة التقة من خلال قناة البرلمان والمجالس المنتخبة التي تبقى بكل أسف ثقلا على كاهل البلاد والعباد في غياب رجالات خدومة تؤمن بالقانون والأخلاق بدلا من النصب واللصوصية وهدر المال العام الذي شهدت به بعض احكام قضائية أدانت رؤساء الجماعات ومستشارين وبرلمانيين .
المؤسف له اليوم أن الأحزاب المغربية سواء التي شابها الفساد أو المشبوهة في وضعها تحت مجهر الناس بدورها تنادي بالشفافية والنزاهة والإستقامة ومحاربة كل أشكال الفساد متقمصة دور الباغية التي تحاضر في الشرف ومتناسية بأن مغرب اليوم لن يسمح بمكر الأمس وخيانة الوطن من داخل المسؤوليات التي تخضع للفصل 47 من الدستور وكمواطنين أحرار وشرفاء لابد من محاسبتكم ولو بالجهر عما تقترفونه من فساد .
لماذا نصوت وعلى من نصوت ؟
جميع الأحزاب اليوم دأبت على تزكية نمادج بشرية تعودت على الإنتخابات واستأنست بالكراسي داخل الجماعات دون خدمة ودون عطاء يحسب لها في ميزان الأمة فلماذا نصوت وأغلب أمناء الأحزاب يظهرون كبهلوانات السيرك أو حلايقية طبعا مع بعض الإستثناءات التي لا تؤهلهم لخدمة المشهد السياسي كذلك (…)
الحملة شرسة فعلا لامتلاك حق المسؤولية والإستحواذ على المنصب باسم أصوات المواطنين فماذا قدم هؤلاء خلال ولاياتهم السالفة وماذا استفاد المنتخِبون من تصويتهم غير اللعنة والظلام الدامس والجريمة وعدم الإستقرار وتكريس التهميش والتفقير والفيضانات وسقوط البنايات والكوارث والكثير من المصائب .
مجرد التفكير في التصويت على مرشحين داخل الأحزاب المغربية أمر يندى له الجبين , لهذا فخير الأمة في اختيار مسارها جنبا لملك البلاد ودعمه في مبادراته الوطنية واختياراته المسؤولة في محاربة الفقر وإعادة توزيع الثروة وخيرات البلاد ويبقى خيارنا في حل هذه الأحزاب المتجبرة الكارثية التي تحاول نسف المقومات الأساسية لتعاليمنا ولخصوصيتنا المغربية أحزاب الذل والعار التي باعت هويتها من أجل الإنسياق وراء أجندات خارجية تظن أنها تستقوي بدعمها متناسية بأن الشعب من يصنع الربيع ويصنع الخريف وليس الأحزاب البليدة التي لم تتعلم أبجديات السياسة في العالم المتقدم (…) فلا وجود لحزب مغربي طلب حلقات تكوينية داخل أحزاب تمارس السياسة في بلدانها وليس كما تمارسه أحزابنا في شعبها
أملي أن تبقى صناديق الإقتراع فارغة حتى تفهم هذه الأحزاب أنها تحت الصفر ولا تساوي الصفر لأنه رقم واجب قد يخلق المستحيل وهي أي الأحزاب تخلق الكره والتفريق وتصنع الحقد والكراهية .