ليس من المعقول أن ننحني لكل الأجندات , ونركع لكل الثقافات ونستغني عن دستورنا وقوانيننا , فمسيرة المغرب الحالية أصبحت نموذجا للتبعية الوفية المخلصة لكل ما هو خارج الحدود فهل يعني أننا نبحث عن الحداثة ونبحث عن موقع للتألق لنكسب رضا المحافل الدولية التي تحترم خصوصيتها وتلفض ثقافة الغيروأولها ” المغرب ” رافعة رأسها في السماء وبكل كبرياء فماذا ينقصنا يا مغاربة يا أبطال يا من شهد التاريخ لهم بالشجاعة والبطولات … فماذا أصابكم حتى أصبح الجهل مفخرة والإنحدار علوا والنخوع شهامة ؟ فأصبحتم إمعة …
والله إن العين تدمع من مشاهد الإنحلال التي أصبحت بعض جمعيات المجتمع المدني تسوقها وبعض الأحزاب تناصرها ومسؤولين قابعين على كراسيهم يعطون تعليماتهم لحماية العهر بما طاب (…)
آش هاذ البلاد أفين ولات غادة ؟ طبعا المغاربة الأشراف متأكدون بأن المغرب في طريق الإنزلاق وعلى مشارف الإنحدار بما أصبح يحاك ضد المغاربة من برامج دخيلة , وسياسات لايهمها إلا الربح المادي ورواج الحسابات البنكية على حساب سمعة المرأة المغربية – الأم والأخت والصاحبة والإبنة – وضدا على الرجال الذين تهزهم الغيرة على العرض والأرض والدين . فلماذا العالم يحترم نفسه إلا نحن نذل أنفسنا ونحترمهم , فهل نحن عبيد أم مشتاقون للنخاسة ومنا رجالات ماشاء الله تشتغل في كل إدارات العالم وتدير وتدبر ويستفيد من تجاربها الأجانب وعلى أعلى مستوى .
لابد من حوار وطني خارج الوجوه السياسية خارج الوجوه البرلمانية وخارج اللوبي الإقتصادي وخارج الحكومة , نريد حوارا وطنيا بين ملك البلاد والشعب الوفي فقد حان الآوان للقاء الشعب بملكه دون وسيط فمطالب الشعب من خلال المسيرات السلمية تختلط بتقارير مغلوطة تنسب لعامة الناس لكنها في حقيقتها وعمقها مطالب لبعض المسؤولين في المناصب الحساسة حتى لا يستثنوا من الضرع السمين (…)
حان الأوان لحوار وطني جاد شعاره ” الصراحة ” والكشف عن الحقيقة ومواطن الإستقواء التي تتظاهر بحب الملك والتعلق [اهذاب العرش من أجل الحفاظ على قربها ونفوذها وسلطتها مع تركيع أي مواطن شريف والزج به داخل غياهب السحون بفبركة قضايا وإسكات صوت كل من يخالفها الرأي .
لنا دستور قويم بإرادة ملك وشعب لا يطبق , ولنا قوانين لا تحترم ولنا برلمان لا يقوم بواجبه ولنا مجالس منتخبة تبحث عن صيدها السمين وتجارتها في الساكنة ولنا شطط في استخدام السلطة ولنا رجالات خدومة لم تستطع القيام بواجبها أمام أخطبوط يبطش بأياديه دون رحمة ولا شفقة ولنا حكومة غير منسجمة إسلامية شيوعية ليبرالية يضيع المواطن بين سياستها العامة وإيديلوجياتها المتقلبة التي تستقر عند المصلحة الخاصة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل