تدوينة مختارة
للسيدة سعاد الشرقاوي
ظلمتنا الحياة فقست وتجبرت بكل أناقة ودلع ، تمعنت بكل إصرار منها في أذيتنا لنرضخ لهواها ومزاجيتها ، غير مبالية بما يمكن أن يسعدنا أو يؤذينا ونحن نعيش تحت جناحها ، حرمتنا من الحلم ، من العيش بسلام ، حرمتنا من الحب الذي صار أملا بعيدا وطلبا مستحيلا في هذا الزمن ، نعم حرمتنا منه رغم ما نقول وما نعيد من أشعار عنه ، نقول ونردد كلاما وكاننا نبحث عن مفقود في زمن الأذية ، نداوي به جروحا نعتقد أنها شفيت لكن حقيقة الأمر أنها جروح تنزف بسبب حدة السكين الذي أصابنا، نحاول باستمرار ادعاء الحب والمحبة لأنه مطلوب وسنظل نطلبه لفقداننا له حقيقة ، نظل نتحدث عنه ونتسامر به ادعاء لقربه منا ، لكن الحقيقة عكس ذلك .
انت السبب أيتها الحياة ، انت المذنب أيتها الأيام، أنت الجاني أيتها الأقدار، جعلتنا نعيش حلم يقظة، بين النوم والاستيقاظ، جعلتنا نعيش بأمل مزيف لتخفي خيبتك يا أيام عقيمة ، عصية ، ناكرة لطعم البنوة، ولحنان الأمومة.
لا ننكر أن الحب إحساس حي، موجود بيننا يتنشق على أمل منا ، أن نعترف به ، أن نحييه بين أضلعنا لنعيد له الاعتبار، بعدما كسرت شوكته الحياة بأنانيتها، وتعدد طلباتها التي حطمت كل من يؤمن به ، لتقول له أنا الأساس وغيري ادعاء، لتقول له الطيبة لا تنفع بل التجبر
هو السيد !
لكن شئت أم أبيت يا دنيا لابد للحب و أن يحيا، لابد له أن يجد المكان المناسب لنعيش به ومعه، لابد وأن يهزمك ليضفي علينا السلام والمحبة ، لابد له أن يسترجع ماضاع منه ، لابد له أن يعيد البسمة والحياة لوجوه تعبت و تألمت بما يكفي يا زمن ، لقلوب نامت دامعة من أنين القهر وشدة الظروف، لحياة فرضت عليه الاختفاء وراء ستار الظلام، و أظن أنه آن أوانك لتسترجع مكانتك المسلوبة بحكم الأحكام التي فرضت عليك دون أن يكون لك يد فيها لا من قريب ولا من بعيد، فقط لأنك الأمل، لأنك الحياة، لأنك الاشراقة، لأنك البسمة العريضة ، لأنك كل شيء في هذه الحياة ❤
“آهة مظلوم يئن من بين الضلوع ؟؟؟ ”