رسالة مفتوحة إلى البرلمانية السيدة حنان أتركين
خيوط التماس :
تحية واحترام
بعد رسالتكم التي وجهتموها من داخل قبة البرلمان إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية طلبتم من خلالها التدخل من أجل وقف فوضى الفتاوى الصادرة عن علماء ,وأئمة المدارس العتيقة ،فتُحدث أضرارا بين جمهور الناس .
ما دفعني لمراسلتكم السيدة البرلمانية ، هو اهتمامكم بموضوع يخضع للإجتهاد من خلال المصادر المتاحة في الحديث والسنة وما تيسر في القرآن الكريم ، وهذه قناعة المسلم في اجتهاد العلماء .
الحديث عن الجوارب أو كما سماها وزير العدل رئيس جماعة إنزكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ” التقاشر ” ، فالموضوع ليس من أولويات تدبير الشأن العام في دينه وفي خبزه وسكنه وتطبيبه وتعليمه .
إقحامك دكتورة للمدارس العتيقة ، كان غير موفق ، لكونك أبنت عن عدم فهمك للمدارس العتيقة ودورها في تخريج أفواج من الأئمة والعلماء تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية المتشبعة بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية حيث لازيغ لها ولا تشدد كما يحلو للبعض إلصاق التهم بها .
فمن حقك كبرلمانية أن تسألي السيد الوزير عن الجوارب ” التقاشر ” رغم أن الموضوع لايحمل ثقلا ولا وزرا ، وبما أنك دكتورة حنان دخلت المجال الديني فكان عليك أن تطرحي على وزير الأوقاف موضوع العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج باعتباره يهم المجتمع المغربي في حياته اليومية و يخص الأسرة المغربية فهل الدكتورة حنان مع العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج كما هو رأي وزير العدل الأمين العام لحزب الجرار والذي طالما يدافع عن هذا الجرم الأخلاقي بالنسبة للمسلمين ، لكون العلاقات الرضائية خارج الزواج تعتبر زينة وفساد وفحش ، ولايحق للزوج أن يفرض تربيته الدينية والأخلاقية على بناته وأولاده وحتى زوجته فهل نتركها فوضى .
الجوارب سيدتي البرلمانية أمر فيه اختلاف واجتهاد ، لكن الموضوع ذي أولوية هو ما ينقب فيه وزير العدل عبداللطيف وهبي لإرضاء الإكراهات الخارجية وما أتى في اتفاقية سيداو .
السيدة حنان ، لابد وأن يكون لكم موقف من العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج حتى نعرف مع من نحن نعيش ، فلا يمكن للعدو أن يكون جارنا فحين لنا أعداء الإسلام في الداخل ، لايحترمون إمارة المؤمنين ، بل يقفزون عليها .
الفرق شاسع بين الدعوة إلى وقف فتاوى الجوارب في القماش وبين دعوة الأمين العام السابق للحزب للعلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج وعدم تجريمها في القانون الجنائي الجديد والذي لم ير النور إلى الآن.
فاصل ونواصل