وتنتهي الإنتخابات بعد حملة قادها الفساد داخل كثير من الأحزاب المغربية ولو طبل الخطاب الرسمي ” بالديمقراطية والنزاهة ” ورقصت جل الأحزاب على أغنية ” محاربة المفسدين ” وشعار ” تجديد النخب ” .
ما يفسد البلاد هي الشعارات الواهية والخطاب المزدوج والبرامج المصلحية التي ترى فيها الأحزاب المغربية ” الضرع السمين ” ونظرا لكون الأحزاب المغربية حسب تاريخها ” محركة بمغرف واحد ” تبقى أهدافها تصب في المؤامرة ضد الأمة مقابل الإبقاء على مناصبها والحفاظ على مشاريعها واستمداد قوتها من السلطة وضمان الحماية عند الوقوع (…)
فالحملة الإنتخابية سبقتها الكثير من الخرجات الإعلامية التي دعت إلى محاربة الفساد وما يثير الإستغراب أن جميع الأحزاب تبنت هذا المذهب وتمسحت بضريحه وكأن الشعب المغربي هو الفاسد , فحين أن منابع الفساد تكمن في النخب السياسية التي فاحت رائحتها نصبا واحتيالا وشيكات بدون رصيد وتبدير المال العام ووتعنيف المواطنين وأحكام بالسجن .
فقد فاز من فاز وصوت المواطن تلبية لنداء الملك فقط وليس اقتناعا بفرضية التصويت لأن الإقتراع أمام غياب نخب مُؤطَرة سياسيا ووجوه شريفة خدومة لا يمكن للمواطن أن يدلي بصوته على مفسدين تمت تزكيتهم من جديد وهذا ما يؤكد أن الفساد مستشري داخل المؤسسات الحزبية نفسها وبدون شك .
فالفائزون في هذه الإنتخابات في سباق – كواجهة – نحو تسيير وتدبير الشأن المحلي , والأحزاب بألوانها تصارع من أجل العودة إلى المجالس المنتخبة من خلال بوابة ” التحالفات ” التي لانرى فيها إلا إهانة المواطنين وتحقيرهم والإستخفاف بإرادتهم الإختيارية فكيف يعقل بعد إقصاء الفاسدين أن يعودوا من جديد من خلال دائرة التحالفات فأي منطق هذا سيساعد على بناء قويم للبلاد والعباد وأين روح الحكامة التي نتغنى بها في كل المحافل ؟
التحالفات ليست إلا صفعة لكل من نزل يوم الإقتراع واختار بإرادته اللون الذي أنابه عنه لخدمة الجماعة أو المدينة والرقي بساكنتها . التحالفات كارثة على مستوى الخريطة السياسية وتبقى وصمة العار على كل من نوه بها وشجع على تكريسها ضدا على إرادة الناخب . التحالفات رمز للإنحدار الأخلاقي والسياسي وتعطيل للمسار التنموي والحقوقي وصورة نمطية لباغية تحاضر في الشرف .
حسن أبوعقيل – صحفي