الأمة المغربية ضحية للأحزاب السياسية

الأمة المغربية ضحية لسياسة الأحزاب

كادت بعض الأحزاب أن تدخل بدورها في حكم المقدس لولا وعي الشارع المغربي وانفتاحه على العالم ومواكبته للسياسة التي يرعاها ملك البلاد , فكل من انتقذ هذه الأحزاب المحسوبة على النضال والديمقراطية وحقوق الإنسان إلا واعتبر متطرفا أو إرهابيا أو سخروا لهم  بعض الأقلام الضالة للكتابة وتمويه الرأي العام تهديدا وترهيبا وتخويفا ليلتزم الصمت الأبدي وألا يتحدث عن الأحزاب فماهي الأحزاب اليوم ؟
هل فعلا لدينا أحزاب سياسية مسؤولة ؟ وهل لابد من التهليل لها باسم الماضي النضالي والإفتخار بمؤسسيه ؟وعلى أي أساس لابد وأن تبقى نفس الوجوه ونفس الأسماء على هرم هذه الأحزاب ؟ ولماذا المحسوبية قائمة بالنسبة لمكاتبها السياسية التي يعود لها القرارات ؟ وماهي حصيلة هذه الأحزاب حتى نصفق لها ؟
سأقف هنا لأني لا أرغب في إسالة المداد من خلال الإجابة على هذه الأسئلة القليلة لأن باقي الإستفهامات اختزلت في مجلدات متعددة
ما ينبغي قوله أن الأحزاب توفيت مع مؤسسيها الحقيقيين وما يتحرك في الساحة المغربية مجرد جمعيات المجتمع المدني تحت يافطات أحزاب سياسية لعدم نضج القائمين عليها بالعمل السياسي فما يزيد عن 35 عاما والمغرب غادي بسياسة الرجل المريض عفاه الله إدريس البصري وإلا لماذا الصمت المخيف وقادة ها يسمونهم بالأحزاب ضاربين الطم ولا أحد قادر على أن يتكلم عن إدريس البصري وما قام به مما يدل على أن قطار ولد سطات كلشي كان راكب فيه أما القلة القليلة التي كانت بعيدة تنتظر وصول قطار التغيير فقد اعتبرت نفسها خارج التغطية  وقدمت استقالتها مما يسمى كذلك بالعمل السياسي وغابت عن حركية الأضواء والكاميرات بغية الحفاظ على ماء وجهها
فما يزيد عن 35 عام والأمة المغربية في قاعة الإنتظار الحكومات المتعاقبة اللي جات واللي عمرت تطالب بأنها لا تملك عصى موسى وعلى الشعب المغربي الإنتظار وبين ولايات الحكومة والحكومة تلعب المحسوبية دورها في التشغيل وفي الصحة وفي المشاريع وتغتني بكل المعاني القانونية والغير القانونية وهكذا تضيع مصالح الأمة المغربية بين الأسئلة الشفوية والكتابية داخل قبة البرلمان
اللعبة متماسكة وحبلها طويل مدى الخطابات والشعارات والبناء الوهم للديمقراطية وحقوق الإنسان وأمام هذه السياسة الخبيثة التزم اولاد الناس بالدراسة وحملوا الشواهد العليا ودرسوا القانون ثم أسقطوا ورق التوت على الأحزاب فظهرت في صورتها الحقيقية جعلت الشباب ينفر منها ويتخلص من شعاراتها الزائفة فالمتسيس داخل هذه الأحزاب يعتبر نفسه مسؤولا ومغربيا أكثر من المغاربة وأنه الوحيد المخول للإستفاذة من خيرات البلاد قبل العباد مما جعل الحسب والنسب والمصالح الخاصة تلعب دورها في ” التويزة ” ليس الأراضي فحسب بل حتى في الإستثمار والتآمر ويحز في نفسي أرى صحفيا يضع سؤالا على وزير أو عضو في اللجنة التنفيذية لحزب معين فترى الوزير أو البرلماني يتعالى على الصحفي بتوقيفه كلما حاول التدخل للرد والغريب في الأمر أن الصحفي يلتزم الصمت وكأنه محكوم عليه بالصمت الأبدي حي يتمتع بحقوق الأموات والله لو تاحت لي الفرصة كما كان في السابق لقلت للوزير لا تقل لي أصمت لأن مسؤوليتي أن أطرح عليك أسئلة الأمة المغربية وعليك أن تجيب لا أن تسكتني
إنها أحزاب الذل والعار بحكومة أحزاب الأغلبية أو بسابقاتها اليمينية أو اليسارية والتناوبية
إنها مهزلة من فصول التاريخ فأحد الوزراء في برنامج تلفزيوني  عيانا بكلمة ”  دير الديمقراطية قدام عينيك أمتخافش ” وبدأ يخاطب الأمة وكأن الحكومة  قامت بإنجازات هامة فحين أن ما قام به الملك هو الذي تغطت به حكومة أحزاب الأغلبية أما السي الوزير فأشار بأن حزبه سيوظف عدد كبيرا من العاطلين وسأقول للوزير من على هذا المنبر بأني بدون برنامج سياسي سأوظف عددا أكبر مما تتصور من العاطلين حملة الشواهد العليا وحيدها لي من فمي (…) السي الوزير الخطاب شيء والحقيقة شيء آخر والله ثم والله أن برامجكم تعود للعصور ما قبل التاريخ وأن سياستكم لن ترفع من شأن المغرب ولا المغاربة فماذا أعدت الأحزاب  للشباب غير برامج ومهرجانات الخلوة والهيب هوب ألا ترون بأن الدول الديمقراطية تراهن على شبابها وتحاول أن تجعله كالشباب المغربي ليتحمل المسؤولية فحين تسعون لزعزعت قيمه ألستم على علم بأن سياستكم تجلب العار كما هو الشأن الآن فاسم المغربيات أصبح عملة في الخارج يتحدث عنهن الصغير والكبير فاسألوا القناصلة والسفراء والمخابرات كيف ثلوث سمعة المغاربة وكيف أصبح المغربي يخشى أن يقول مغربي
برامج أحزابكم جلبت الذل فأي حزب حن للأخلاق وصرخ بصوت عالي أمام البرلمان أو في الشارع العام ليقول كلمة حق عن القناة المغربية دوزيم وخاصة الموجهة إلى الولايات المتحدة الأملريكية فالجالية تستيقض على استوديو دوزيم وتتغدى على استوديو دوزيم وتتعشى على استوديو دوزيم وما بينهما  البرامج الساقطة كأجيال وفاصلة والسهرات التي يقدمها للشعب المغربي السي عماد النتيفي دون حمرة الخجل
من الأحزاب التي عرقلت مسار الجالية المغربية وأفرغت التعليمات الملكية بخصوص إشراك الجالية في الإستحقاقات ؟ ومن عمل على تسويفها إلى العام 2012  إلى هناك لا نعرف من سيبقى حيا يرزق فنحن أبناء اليوم نريد خبزا وسكنا وصحة لا نريد الإبتسامة وربطة العنق والكيل بمكيالين
وتوريث الإبن والإبنة والصهر والزوجة أما المناضلين فلهم الله لأنهم يستخدمون من الإنتخابات إلى الإنتخابات وخاصة يوم الإقتراع
لن أصوت لأني خارج التغطية وبما أن ليس الحق لي في الترشيح ليس الحق لي في التصويت
والجالية مقصية رغم أنها هي عماد  الإقتصاد المغربي لكن أحزابنا يرونها دون المستوى النضج السياسي ويرون فيها اليد العاملة والعملة الصعبة لا أقل ولا أكثر
غير جيو أتكلموا على الديمقراطية وحقوق الإنسان

حسن أبوعقيل- صحفي