اليد الممدودة
خطاب العرش لهذا العام 2022 لم يكن صيحة في فراغ ، بل كان اختيار للمرحلة التي تحاط بكثير من المخاوف والمشاكل إنطلاقا من أزمة الكوفيد ثم الجفاف الذي له أثره الكبير والأزمة الأوكرانية الروسية التي ساهمت في ارتفاع أسعار المحروقات عالميا ثم الوصول إلى تدبير حكومة السيد أخنوش الذي أبان عن ضعف في جميع المرافق والذي كانت نتيجته صناعة القرار الشعبي بهاشتاغ بلغ المليونين تعليق ولا زال مستمرا، وانتقل صيته إلى الصحافة العالمية .
لقد خصص ملك البلاد حيزا وافرا لليد الممدودة التي يواصل من خلالها إعادة العلاقات القائمة بين المغرب والجزائر رغم قضية الصحراء المغربية التي طال أمدها بفعل فاعل واستمرار المغرب في صحراءه .
اليد الممدودة فعل أخلاقي تربوي وثقافة مستمدة من واقع الإسلام الذي تحتضنه مؤسسة إمارة المؤمنين وحق الجار على الجار في محيط مغاربي يتقاسم العادات والتقاليد واللغة والتعايش والسلم والأمن والإستقرار .
موضوعنا في هذه السطور المتواضعة أن نتحدث عن نقاشات داخل الوطن من شمال المملكة إلى أقاليمها الجنوبية والتي تتعلق بعلاقة ابناء الدم الواحد والعمومة المستمرة فيما بين الملك محمد السادس وبين إبن عمه الأمير مولاي هشام فالسؤال المطروح أن الأوان حان لليد الممدودة أن تتجه نحو صديقين عاشا طفولة الأخوة وليس أبناء العمومة فحسب ، وحسب تصريحات الأمير هشام أكد أن علاقته بالملك محمد السادس كانت أمتن علاقة تجاوزت الصداقة إلى شقيقين يجمعها الحب الكبير والتفاهم والأريحية .
الشعب المغربي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، حاول أكثر من مرة أن يبعث الكثير من الرسائل في هذا الموضوع ، أملا في إعادة الأمور إلى نصابها وتدويب الهوة التي يراها الشعب أنها بفعل فاعل خاصة بعد ترويج الكثير من الإتهامات الواهية والتي اعتبرها الأمير هشام بأنها مجرد ” خزعبلات ” ما يفيد أن أصبع الإتهام كيدية لإبعاد الأمير من مربع القصر .
حان الأوان وقبل فواته نسعى أن تكون اليد الممدودة نحو الأمير هشام والإستفادة من تجاربه وخبراته وتكوينه بشهادة كبار المفكرين والسياسيين في العالم ، خاصة أن الأمير اختار في الوقت العصيب أن يشق طريقه أكاديميا وأن يدرس كثيرا فحقق لنفسه ما وجب بعد نيله لدكتوراه من كبريات الجامعات الدولية علما أنه أستاذ محاضر في كثير من الجامعات ، وما يغيب عن الكثير أن الأمير هشام له ثقافة إعلامية مكنته متابعة أخبار المغرب والعالم وقيامه بالتحليل السياسي واستشرافه لمستقبل الأجيال بعين مثقف ومفكر قد يساهم في محطات الإستشارات الدولية في كل الأحداث أقربها متابعة قضايا الشرق الأوسط والعالم المغاربي إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا .
اليد الممدودة التي اختارها ملك البلاد مع الجارة الجزائرية ، يتمنى كل مغربي مغربي أن تشمل يد الأمير هشام الذي يرى فيه كل المغاربة الإبن البار والصديق الحميم والأخ إبن العم الكفئ والمثقف والمتواضع لفيف مقرون بالتربية والأخلاق الحميدة محب للخير متشبة بالملكية التي يعتبرها نظام شرعي للدولة المغربية .
خير ما أستشهد به ما كتبه الأمير في إحدى مقالات الأمير هشام :” حتى وإن كنت قادرا على تحقيق ذاتي بنجاح في الخارج فمن واجبي أن أخدمكم وفاء لطفولتنا المشتركة ولعائلتنا وللمؤسسة التي أنتم رمز لها ” .فالكلمة القوية وإن كانت في تاريخ معين إلا وأنها قابلة للتجديد في ظل اليد الممدودة وفي إطار صحوة تغديها العلاقة القديمة الجديدة لتبقى إستمرارا لمغرب اليوم والغد ولعلاقة أخوية صرمدية .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل